نحتاج الى حجري صوان لنضرم نارا ونبصر نورا. الثنائية التكاملية مبدأ الفكر والحياة. فلنمسك عن أن نعيش عالة على غيرنا ونبحث عن الاحتراف والإبداع والتفاعل الجدّي مع الآخرين. هذا، علما بان في كل امرئ بذور تدمير ذاتي يتسبب بتعاسة إن أتيح له أن يتفاقم.
نرى في حياتنا اليومية ومن على التلفاز علامات إحباط وتشاؤم بادية على الأوجه وفي السلوك المتلاشي للناس تنتابه فترات من النواح أو فورات من الغضب ثم نوبات من الضحك... علينا أنفسنا نفتش عن معايبها. أجل، ولكن، هل تغيب بلاد الناس عن مسرحنا الوجودي؟ نحن في غابة يضرم فيها القريب والبعيد النار، ولكن الغريب لا يتدخل في شؤوننا ما لم نفسح له المجال. فهل بلغنا مرتبة من المعقولية تجعلنا نتجاوز إمكان الاشتعال من اللحظة الأولى؟ العقول جرثومة الحروب لا الغرائز. تستفيد عقول الكبار من ذكائنا النسبي والغريزي في معظم الأحيان فتنكشف الغرائز وتتأجج. ولكن قبس الحرية المسؤولة الذي ما زال يشعّ من بعض عقولنا النيّرة ينبغي أن ينتشر ليشمل القريبين والبعيدين على أفضل وجه وأنبل قصد.
نحن الداء ونحن الدواء، فمتى ننعتق من الاستلاب الذهني الذي سبق أن جعل أعداءنا في الجنوب يغتالون بوساطته العقل الغربي عموما قبل أن يغتصبوا أرض فلسطين؟ إلام يبقى بعض العرب مرجئة يعتقدون ان الله يرجئ عقابهم فراحوا يرجئون خلاص وطن الأرز من الموت؟
وعلى الرئيس المقبل ألا يكون ليّنا فيُعصر أو يابسا فيُكسر. عليه ألا يجزع مهما انتابه من نوازل فيعلن الحقائق ويبشّر برسالة لبنان.
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه