بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الأول 2018 01:13ص «تحية إلى ملحم بركات» في أمسية إستضافتها الجامعة الأميركية

نجومها المايسترو «الحاج» و«كورال الفيحاء» وساحر الكمان «سويد»..

حجم الخط
في 28 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تحل الذكرى الثانية لوفاة الفنان المتميز «ملحم بركات» عن 71 عاماً. فراغ له مساحة رحبة تركه «أبو مجد»، بألحانه، بصوته، بروحه، وشخصيته ومواقفه، فقد كان مختلفاً في كل شيء، وهو مات وفي نفسه حسرة الوقوف في وجه تلحينه أغنيات لصوت الكبيرة السيدة «فيروز»، وهذا التعبير «المنع»عن لسانه أمامنا وليس إستنتاجاً أو موقفاً منقولاً عنه.
كلام «ملحم» يُضاف إلى موقف مشابه كان الراحل الكبير «زكي ناصيف» أبلغنا إياه خلال لقاء في مقهى «الويمبي»- الحمراء حين قال «لو أن الرحابنة تركوا لنا فرصاً لتقديم ألحان إلى السيدة «فيروز» لكنتم فزتم بروائع إضافية إلى التي إكتشفها الأخوان رحباني». على كل حال هذا كلام يبقى للتاريخ، ونحن اليوم في حالة إنتشاء لما قدّمه لنا «ملحم» وأعاد صياغة أجوائه الحفل الذي حمل عنوان «أمسية خاصة في تحية إلى ملحم بركات»، في نوستالجيا خالصة مؤثرة، عميقة الأثر في السمع والقلب مع فرقتين فنيتين متميزتين: «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية» و»كورال الفيحاء»، يقودهما المايسترو «أندريه الحاج» في الباحة الخضراء الشاسعة
(green oval) في الجامعة الأميركية في بيروت ليل السبت في 29 أيلول/سبتمبر المنصرم عند الساعة الثامنة تماماً. 
45 عازفاً و 40 كورالاً من الجنسين، قدّموا دزينة ألحان وأغنيات للراحل، حيث تولى الإعداد الموسيقي «وليد بو سرحال، وعشنا وقتاً ممتعاً مع الخيارات المعتمدة، خصوصاً الإستعانة بكورال عريق ماهر، إكتسب خبرة عالمية ، فكانت هذه المبادرة الفنية فعلاً نموذجياً خالصاً أدّى غرضه مئة في المئة، بعيداً عن مغن قد يُقلّد ملحم في الغناء، أو بالمقابل يحاول غناء الأغنيات بأسلوبه الخاص، أو هو نجم أصلاً ولا يستطيع الخروج من أسر أسلوبه، فيؤذي نتاج المحتفى به، فيُضره ولا يفيده.
الإفتتاح كان مع «موعدنا أرضك» (كلمات منير عبد النور) والإعداد للمايسترو «الحاج». وكتب له «عبد النور» أغنيات أخرى كانت على برمجة «الريبرتوار» (يا حبي اللي غاب – إعداد شادي الحاج) «ولا مرّة»، إضافة إلى «ما يهمنيش» للشاعرين «عبد النور» و«روحانا»، و4 أغنيات صاغ كلماتها رفيق دربه «نزار فرنسيس» (يمكن نتهنّى، الفرق ما بينك وبيني، كرمال النسيان) ولـ «ميشال جحا» (كيف، ومشيت بطريقي) ولـ «الأخوين رحباني» (حبيتك وبحبك) ولـ«علي الحاج البعلبكي» (سلّم عليها).
ورائعة جداً الفرصة التي أُتيحت لعازف الكمان الشاب «أندريه سويد» عندما عزف سولو لحنيْ «يا حبي اللي غاب»، و«حبيتك وبحبك»، فقد كان مذهلاً في إنطاق آلته، كان الكمان يتكلم، الآلة بدت كأنها حنجرة مطرب يواكب اللحن، لقد ذكّرنا «سويد» بكمان وأداء وإحساس سيد الكمان «عبود عبد العال»، وقد إستحق تصفيقاً وتصفيراً وكلمة «برافو» ترددت في أرجاء المكان الذي حكمه ثلاثة (بحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، الرئيس فؤاد السنيورة،ومدير الكونسرفاتوار، مع وجوه ثقافية إعلامية سياسية متعددة) هم: المايسترو «أندريه الحاج»، هذه الهامة الفاهمة لمادتها وموسيقاها، يتصرف بثقة مطلقة، يدير عازفي أوركستراه عن ظهر قلب، كيفما تحرك يؤشر على ما يريده من كل عازف، أو من كل مجموعة. ومعه «كورال الفيحاء» هذا الجمع من الأصوات المتناغمة الدافئة التي درّبها وأعدّها المايسترو «باركيف تسلاكيان»، وتصدّرت صفوفهم في الحفل المديرة الفنية «رلى أبو بكر»، فكان إنسجام رائع وكيمياء فنية فجّرتها أنغام «ملحم بركات» النابضة بالحياة. وثالث أركان نجاح الحفلة مبدع الكمان «أندريه سويد».
أرملة «ملحم» السيدة «رندة» قدّمت لوحة إلى المايسترو «الحاج « عربون شكر وتقدير، كتب عليها إلى جانب صورة ملحم المنحوتة « ما بيبقى إلاّ حكايتنا والذكرى الحلوي الـ جمعتنا .. أبو مجد».
محمد حجازي


أخبار ذات صلة