كما تقول الروايات اننا صدّرنا الحرف والصباغ الأرجواني الذي دلّنا عليه كلب على شاطئ صور اكتشفه وهو يلعب بصدفة الـ«موريكس».
ورغم النظريات الاقتصادية التي تفعم أسماعنا ليل نهار أننا نستورد أكثر مما نصدّر وان ذلك هو بسبب الهبوط الى القاع..
إلا اننا بالفعل كما تدلّ الوقائع لسنا كذلك فنحن نصدّر على مدار الساعة ما لا يصدّره غيرنا.. ألسنا نحن أول من مخر عباب البحر كما يقولون؟!
نحن نصدّر نظريات جديدة في علم السياسة على سبيل المثال..
نظريات تقوم على مبادئ كالمناكفة والكيدية والشخصانية وقلّة الضمير والفساد، قد يسجل لنا في التاريخ اننا الأوائل في الرغبة في التسيّب والفراغ (وعمرو ما حدا يرجع)، وبما ان هذا هو نوع من أنواع الفيروسات والبكتيريا المعدية فقد نسبب العدوى لغيرنا ونسجل إنجازاً لم يسبقنا إليه أحد من الشعوب المتخلّفة، والأنكى اننا ندّعي بأننا أرباب الثقافة والرقيّ والتقدّم والديمقراطية على وجه الخصوص.
وفي مجال التصدير..
ألسنا نحن الأوائل على سطح هذا الكوكب الملتهب في تصدير «الكابتاغون» إلى جميع أنحاء الدنيا لنسبب المسرّة والعافية للآخرين؟ ألم نسبق في ذلك كل من صدّر ما يؤذي ويشلّ العقل والجسد؟.. ألم نصدّر شبابنا بعد أن نبذل العمر في تربيتهم وتعليمهم حتى يبلغوا أشدّهم كفاءة وعلماً؟ ألم نصدّرهم الى الخارج الى غير رجعة كي يستلمهم الآخرون بضاعة جاهزة للاستثمار لم تكلّفهم شيئاً، ثم نبكي وننوح على فقدانهم؟
ألم نصدّر ظاهرة «البطر» حين ننظم عشرات المهرجانات التي تكلّف ملايين الدولارات والناس عندنا على جوع وفاقة وشظف عيش؟..
ألم نصدّر في مسلسلاتنا مناظر جميلة لقصورنا وننسى أو نتناسى فقر أكواخنا المدقع؟..
ألم نصدّر بنوكاً ومصارف تأخذ مال الناس ولا تردّه؟..
ألم نصدّر قضاءً يقوى على الضعيف ويخاف من القوي؟..
كل هذا.. ثم نسأل لماذا وصلنا الى ما وصلنا إليه، متجاهلين أن هذا المطر من ذاك السحاب.