الظروف التي يجتازها الوطن وتضافر الوضع الصحي مع السياسي والاجتماعي انعكست على شتى قطاعات الحياة بأنشطتها المختلفة ومنها القطاع التربوي، فباتت وزارة التربية في حالة لا تحسد عليها ما بين إقفال وحجر ومطالب هيئات تعليمية وتعويضات ما بين الثابت والمتعاقد وأقساط تقصم ظهور أولياء الطلبة في زمن العسر، وكم كان ثقلها وازناً في أيام اليسر.
كل هذه الظروف وكحل لا بدّ منه تمّ اختراع تعليم الـ «أون لاين» الذي يسمح للطالب بأن يأخذ حريته خارج إطار هيبة المدرّس والمتابعة المباشرة لما يقول.
وهذا ما يسِمُ العام الدراسي الحالي بِسَمةِ الضعف من قبيل (ماشي الحال) وغداً يقفون أمام مشكلة الامتحانات الرسمية ويتداولون ويتباحثون ثم لا يجدون حلاً إلا الحل التاريخي الذي اعتدنا عليه من خلال أزماتنا التي ترافقنا في تاريخنا الحديث.. لا يجدون حلاً إلا (إفادات) وما لذلك من سوق الطالح مع الصالح.
ولكن كيف يتعامل الأهل مع الوضع الحالي؟!..
الظاهر ان الكل يُعاني، فأن تمّت متابعة الطالب على مدار ساعات التعليم في ذلك من الارهاق والتفرّغ من قبل الأهل الشيء الكثير..
البعض يقترح حل (أجاثا كريستي)..
وهي الروائية البريطانية التي بيعت عشرات الملايين من رواياتها البوليسية التي توّجتها ملكة لهذا النوع من الكتابة..
فأجاثا التي كانت تعاني من مشكلة في التعلم لم تدخل في حياتها مدرسة، بل أن تعليمها تمّ عن طريق والدتها التي أنتجت ما أنتجت.
وعلى هذا الأساس ووفق هذا المثال فلتشمّر الأمهات عن سواعدهن لتقديم نماذج من أجاثا كريستي.. لعل وعسى..
ولكن هل الضائقة الاقتصادية التي تخيّم على الوطن واهتمامات الأمهات حتى في صبحياتهن محصورة بما يعني الجهاز الهضمي وما هو أوفر وأقل، لكنه.. مع هذه الضائقة هل بإستطاعة الأمهات تقديم هذا الصعب؟!..
لا نطمح لأمثال أجاثا كريستي.. ولكن نخاف من خروج جيل شبه أميّ إلى مجتمع يكفيه ما فيه..