بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 حزيران 2018 12:03ص «جاهدة وهبة» إفتتحت مسرح فرساي بـ «منمنمات صوتية» دسمة

غنّت بالعربية والفرنسية من قديم وحديث القصائد في الحب والوطن..

حجم الخط
لا تتوقف المطربة «جاهدة وهبة» عن إحياء الحفلات في الداخل والخارج، في نشاط تُحسد عليه، خصوصاً وأن فترة عصيبة مرّت على الغناء الجاد الذي يُعنى بالتراث، ولا يتآلف مع المناخ المعاصر حيث الضجيج والفوضى واللا مفهوم من سياق الأغاني التي لا تلبث أن تموت بمجرد بثها، هذا عدا عن الوقاحة المعتمدة في رفض الموروث وإحتضان الجديد على علاّته الكثيرة.
سهرة أهدتها «جاهدة لزميلها وصديقها الفنان «جهاد الأندري» الذي إلتزم مسرح قصر فرساي آخر شارع الحمراء وأطلق عليه إسم «small and shadows» على أن يتحدد لاحقاً موعد لإفتتاح كبير بمشاركة فنانين وإعلاميين ورسميين، لصالة جاهزة بموقعها ومساحتها وديكوراتها لأن تكون متميزة ومحط إهتمام الجميع وفق الكلمة التي ألقاها «الأندري» مرحّباً بـ «جاهدة» الزميلة والصديقة العزيزة التي رغبت في التعبير عن مساندتها له في خطوته الجديدة التي تعبر عن سد واحدة من الثغرات الكثيرة على صعيد المسارح في وقت لبى مسرحيون وإعلاميون دعوة وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال «غطاس خوري» لحضور مؤتمر صحفي في مكتبه للإعلان عن إطلاق الدورة الأولى لـ «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» والآلية التي ستعتمد لتحفيز النشاط المسرحي، بحضور شرائح من المعنيين بشؤون وشجون المسرح.
الليلة التي أحيتها حملت عنوان «منمنمات صوتية»، بمشاركة «تخت موسيقي شرقي» لم يزد عدد عازفيه عن خمسة بينهم العازف السوري المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات «كنان إيناوي»، ومثلهم من الكورال (فتاتان و3شباب)، وكان الإعلان عن الحفلة لحظ أن «كورال الفيحاء» سيرافق «جاهدة» بقيادة المايسترو «باركيف تسلاكيان»، لكن تم الإعتذار من الحضور بعد الإشارة إلى ظروف خاصة حالت دون مشاركة الكورال في الحفل الذي إستمر ساعة وربع الساعة كانت خلاله المطربة العذبة الصوت تُجوّد في الطبقات والمذاهب الموسيقية، مع خسارتها نسبة كبيرة من وزنها تخدمها في الحركة المريحة على الخشبات.
وتم تلوين المشهد الغنائي الجاذب بدرويشين (وسام الحسن، وتالا) قاما بواجب المواكبة بالرقص الصوفي بحيث يدوران ويدوران من دون أن يتعبا أو يدوخا، إنسجاماً مع الموسيقى التي واكبت قصائد لشعراء عديدين (بن عربي، مأمون الشناوي، المتنبي، أحلام مستغانمي، سعيد عقل، محمود درويش، سميح القاسم، صلاح جاهين، أبو فراس الحمداني، وغونتر غراس) مع أغنيات جاءت على التوالي (de rien، (إديث بياف)، لقد صار قلبي، يا زهرة في خيالي، لبيك يا ربي، الحياة مريرة وكل ما فوق التراب تراب، مقطوعة «طريق دمشق» للمؤلف كنان إيناوي، وتبدأ بـ «صباح الخير يا حلو»، لعينيك ما يلقى القلب وما لقي، أنجبني كي تُنادى بين الرجال بإبني، أنا حسبي أنني من جبل هو بين الله والأرض، أهو ده اللي صار، يطير الحمام يحط الحمام، تقدموا تقدموا لن تهدموا أعماقنا، موطني، حلوة يابلدي، والله يا مولانا – من الفولكلور المغربي لا تمضي إلى الغابة).
إضافة إلى الحضور المتين والرائع لصوت «جاهدة» كان عود «كنان إيناوي» مدهشاً مع ريشة سحرية تنطق بأحلى ما يستطيعه العود، وهو عازف سبق له وفاز بالمرتبة الأولى في مسابقة العود الدولية بجامعة الروح القدس – الكسليك، بالتعاون مع المجمع العربي للموسيقى في القاهرة عام 2017.
«منمنمات صوتية» كانت فرصة للإحتفال بمسرح جديد، على أنغام ممتعة، وصوت يصعد بنا إلى أعلى كلما آنستنا سيدته الماهرة بأحلى ما عندها.