بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 حزيران 2022 12:00ص جلبة الثوار؟

حجم الخط
الجلبة من أدهى آفات عصرنا شرقا وغربا مع بعض الفروق. تدوي صيحات الغضب والعنف كأمواج البحر المتلاطمة في عزّ الشتاء.. يحدث «الثوار» عندنا ضجيجا تعلو فيه أصواتهم وتختلط. زمجرة من هنا وهدير من هناك وتضارب من هنالك حتى في قاعات الاجتماعات، مما يتسبب، فضلا عن ضجيج السيارات وأبواقها و«المرافقين»، بضغط نفسي لا يصيب إلّا مسبّبيه.
كتبت غير مرة عن الثورات الحقيقية التي لم يعرفها العرب عموما لأنهم قلّما تفلسفوا حقا، وأشرت الى الدعاوات الزائفة أو الشخصية، ولكأننا نحاول ملء فراغنا القاتل المهيمن على نفوسنا بوسائل لا فائدة ترجى منها، تؤازرها التلفزة وسائر التقنيات في تبيان عروض كثيرا ما تفضي الى تعميق هوة الفراغ. ناهيك عما تحدثه الموسيقى الصاخبة التي تزيدنا دوارا، وتسليات سطحية نافلة تمعن في تشتيتنا وبلبلة أفكارنا.
الإخلاد الى الصمت المدوي وتاليا همس الضمير الخافت، وكذلك الأنشطة الهادئة الهادية كحمل الشموع، والاحتفاظ برؤية للعالم نيّرة وتقدير للأمور سديد، شأنها كلها أن تداوي آلامنا وتستنهض الهمم بعد أن تكون قد حرّكت الضمائر الراقدة. وليعِ النافذون ويعزفوا عما يسكرهم ويوهمهم بمجد باطل!!!

(بوسطن)
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه