بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الثاني 2020 12:00ص جمالية الخطاب البصري في لوحة الفنانة مروة بزي

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
تنوّعت الألوان في لوحة الفنانة اللبنانية «مروة بزي» Marwa) Bazzi) التي شاركت في معرض بيكاسو الدولي، والذي أقيم في مدينة مالقة الإسبانية في ذكرى رحيل الفنان الإسباني «بابلو بيكاسو» (رائد الحركة التكعيبية) وبمختلف التدرجات بين الفواتح والغوامق بثراء بصري، لتعزيز التفاصيل التي تتكشف على القرميد الأحمر والتراث اللبناني، بتنوّع النوافذ الزمنية المفتوحة على عدة رمزيات في تعبيرات فنية تسمح بتعميق المفهوم اللوني وقدرته على رؤية تنوّع المجتمعات، والحالة الخاصة للفنان أي ذاتية الريشة وقدرتها على رؤية المجتمع جمالياً، وعبر وظائف رمزيات الألوان وفق سياقات الخطوط وديناميكيات الأشكال وانعكاساتها القابلة للتأويل تبعا للألوان التي استخدمتها في تشكيل التموجات لفتح الآفاق البصرية على ليونة الخطوط بعيداً عن العامودي والأفق والخط وقساوته لتعطي للمرأة رمزية الوطن الذي يحتضن كافة المجتمعات وتنوّعها في صدر هو مختزن الألوان كافة. فهل بساطة اللوحة في تنوّع ألوانها؟ أم أن رمزية التعبيرات مفتوحة على عدة تحليلات بصرية وبالتالي هل ارتكزت لوحتها على الخطاب البصري وجماليته في الفن؟

وضعت «مروة بزي» المرأة في مجال الرؤية، وعكست كل التفاصيل في داخل نقل المعنى الجزئي لأمكنة هي البيوت، ولخلفيات تعكس الضوء، أي من داخل الداخل إلى الخارج، وبمعنى أوسع نحو المجتمعات التي تنبثق من المرأة، لتعطي للمرأة في لوحتها قيمة كبرى في تمثيل فني هو سلوك الريشة في متاهات المعاني المعقدة نفسيا نحو البساطة الفنية السلسة لتحقيق الرضى التشكيلي وعكس المكوّنات الرئيسية للأسلوب من خلال امتصاص الألوان للضوء والانفتاح الكلي نحو التفاصيل الدقيقة التي تتشكّل من المعاني الإيحائية وإبراز القرميد ودور القديم الجديد في الحداثة. وما بين الأزرق والأصفر تناقضات في الألوان والمفاهيم التشكيلية هي تضاد بصري وتحفيزات للداكن والفاتح لتساعد في إبراز الضوء والعتمة وليبقى الظل محصورا بين الخطوط اللونية الرفيعة والعريضة في لوحة هي خطاب بصري للمرأة ودورها بل وفعاليتها في المجتمع اللبناني خاصة وفي العالم عامة. فهل حققت اللوحة في خطابها البصري تشكيلات لبنانية من خلال المثلث أو القرميد في بيوت قديمة؟

تلعب الألوان ومعانيها دوراً أساسيا في لوحة بزي التي تشير إلى الكثير من الدلالات، وأبرزها القرميد الأحمر وانعكاسات الأصفر فيه ولون الحياة واستمراريتها، وهذا بمثابة تعبير لوني عن قيمة التنوّع الاجتماعي وأهميته في استمرار الحياة، ربما التحليل الفني هو الرؤية الإيحائية لتفاصيل دقيقة رسمتها مروة بزي ببساطة ارتبطت بالريف اللبناني، وقدرة المرأة على ضم البيئة أو منح الإنسانية المحبة والعطاء، والاحتفاظ بالكثير من المعاني الجمالية التي ما زالت تحملها المرأة اللبنانية تحديدا، وان ضمن رؤية لوحة تشكيلية هي بحد ذاتها تعبيرات لونية تنوّع فيها الخطاب البصري، رغم البساطة التشكيلية التي تناقضت فيها الخطوط، وتماسكت فيها ليونة الخطوط الأخرى المنحنية منها خاصة دون أن تبتعد عن الأفقي والعامودي، لتمنح اللوحة قدرة الريشة على منح الذاتية لونا خاصا أو بصمة خاصة فيها براءة المرأة وحنينها الى القديم والجديد في استمرارية ما زلنا نحمل من تراثها الشىء الكثير. فهل توسعت الرؤية وفضاءاتها لتشمل التنوّع المجتمعي وأهميته في الحياة واستمراريتها؟

ما من تعقيد فني في لوحة «مروة بزي» بل هي تعبير لوني مفتوح التأويلات، ومتعدد التدرّجات لتنتمي اللوحة إلى المرأة التي تحتضن العالم في وجود حياتي ينعم بالسلام والمحبة، وبالقدرة على حفظ المجتمعات التي تتشكّل منها العوالم المختلفة، الألوان. فهل من تعقيد في بساطة تحمل الألوان فيها الكثير من المعاني؟





dohamol@hotmail.com