بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 حزيران 2022 12:00ص حتمية التغيير!

حجم الخط
كل شيء يعبر، كل شيء يتغيّر. الواقع متزمكن على الدوام. ولحظة أظن انني تلقنت نمط الحياة، تكون الحياة قد تبدّلت. نتغيّر شئنا أم أبينا. والثابت الوحيد الذي لا يتغيّر هو ان لا شيء ثابتا أو لا يتغيّر.
حيث نكون هو مشهد من مسرحية يفضي بنا الى مكان آخر، ومهما فعلنا وأجدنا فعله فهو تحضير للقيام بفعل آخر مختلف.
الأشياء قد تتبدّل شطر ما هو أسوأ من تلقاء نفسها، وتتبدّل شطر ما هو أفضل عن قصد وسابق تصميم وخبرة.
الإنسان روح حرّة ومبدعة لما هو خير أو شر. هذا مما يؤدي الى العالم المريب الذي نعيش فيه، وهو عالم مطرد الإبداعية، ولا يني يتغيّر أو يتقلقل بلا أمان. ليت الحياة كظل شجرة، ولكنها ظلّ طائر في حالة طيران.
وهكذا ، ينبغي ألا نبدّد وقتنا في الأسف العبثي على ماضٍ مضى أو في التبرّم من تغيّرات تتسبب لنا بانزعاجات، لأن التغيّر جوهر الحياة، والدليل الأوحد الذي يثبت وجودها.
أن نوجد يعني أن نتغيّر، وأن نتغيّر يعني أن ننضج، وأن ننضج مؤدّاه المضي في خلق أنفسنا الى ما لا نهاية.
علينا، لا محالة, أن نتغيّر لنبقى في قيد الحياة. كل ما ليس أبديا هو في حيز الزمان.
ما زلت ارتاد المقاهي للوقوف على نبض الحياة في الوطن وتحت كل سماء. أحاول، ما استطعت، أن أرد بعض الشيء هجمات الجمود والتخلّف وأعزز الروح النقدية لدى أبناء جلدتي لئلا يظلوا متقهقرين أو يستمروا في الغرق في أمواج بعض الحضارات أو الممارسات الملتوية. ما يهمّني أن أجعل ناسنا ينهضون من سباتهم وينفضون عن مناكبهم غبار الذلّ والخمول.
ارتياد المقاهي عادة مستحبة، والمقاهي، في أدنى الحالات، تنبّه بقهوتها الأذهان وتستنهض الهمم على الرغم من الدخان الذي قد يجلب الأمراض، وقد شهدت بعض مقاهينا الصامدة، كما في الحي اللاتيني بباريس، ولادة تيارات فكرية وأدبية وحتى سياسية، تقوم فعلا بدورها الفاعل والمؤثّر في أعماق المواطن المأزوم على العموم.
من التغيير المنهجي والجذري يا ترى؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه
بوسطن