حَفلَ الاسبوع المنصرم بحدثين هامين لا علاقة لهما لا بترسيم البحر والبر ولا بأموال الخزينة ولا بالطوابير المتنوعة، ولا بالمرجل الذي يغلي، ستر الله عواقبه، بل هما في مجال آخر..
الأول هو انتصار منتخب لبنان في كرة السلة في مسابقة آسيوية لا أدري ما دخل أوستراليا فيها إلا إذا اعتبرت (نازحة)..
لم يكن أحد يتصوّر ان الفرحة التي عمّت الوطن ستكون بهذا الحجم والزخم.. نسي الناس ضغوطهم الحياتية والنوائب التي تستجد كل صباح وقفزوا فوق مشاكل الكهرباء والدواء والغذاء وأنواع البلاء وغطى الفرح البلد.
في تحليل مجتمعي أولي تلك دلالة على حالتين:
الأولى: مدى طيبة هذا الشعب الذي يرضيه القليل وسط أكوام التعتير الكثير..
الثانية: مدى شوق هذا الشعب الى ما يبل الريق إيجابياً وسط أكوام السلبيات التي تلتصق بجدار الوقت..
فالدنيا مبنية على توازن الضدين: الليل والنهار، البحر والبر.. إلخ..
فمواسم القحط النفسي الذي يعيشه المواطن بحاجة الى جرعة فرح مهما كان نوعها أو كميتها. فشكراً لشباب لبنان على انتصارهم في مطلق الأحوال فهم الأمل.
الحدث الثاني المهم هو غناء رئيس حكومتنا من على منبر رسمي وأمام حشد من حضور مؤتمر مطلع أغنية الفنانة الراحلة صباح «عالعصفورية»..
فالاستعانة بالفن في مجال السياسة، خصوصاً السياسة المتفلّتة، هو تجسيد لمقولة ان الفن هو الذي يحدّد معاني الحياة الحقيقية، وهذه الاستعانة بالنسبة للمواطن المتلقّي تلقي جواً من بعض المرح الذي يفتقده أهل السياسة عندنا إذ لا نرى إلّا وجوها مكفهرة وأعصاباً مستعرّة من جهة، أما من جهة أخرى فحدّث ولا حرج فأكثر مبيعات الأدوية في الصيدليات هي من المهدّئات وعلاج الأعصاب بفضل أولي الأمر وهو الفضل الذي لا ينسى عبر السنين.