بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2019 12:03ص حديث عن النُخَب

حجم الخط
عادة ما تفرز المجتمعات في تفاعلها شريحة منها تتميز بإستنارة، وبمخزون ثقافي ومعرفي يؤهلها لاستكشاف ما هو آتٍ عن طريق الاستشعار والاستفادة من تحليل تجارب الآخرين وتجاربها.
والسؤال المطروح: هل لدينا هذه النخب؟!
وفي حال وجودها هل تقوم بدورها؟.
وهل يتميّز هذا الدور في حال وجوده بالايجابية أم بالسلبية؟
أسئلة تطرح اليوم والمجتمع (مجتمعنا) في احتدام، ويبدو في أمس الحاجة لمن يضيء شمعة وسط ظلام واقع دامس.
 في حال سلمنا بوجود هذه النخب لدينا فلنقم بعملية تشريح للاضاءة على احوالها، وتقدير نوعيتها.
لدينا شلل من المبدعين في كافة مجالات الإبداع يبدو همها الدوران في مجالها الخاص دون الخروج إلى العام وحصر الجهد والاهتمام بهذا المجال.
بمعنى آخر تضيق الدنيا ويضيق المجتمع ليصبح الدوران في مساحة ضيقة هو ما تستطيعه.
تجمعها مؤسسات منتشرة على كافة أرض الوطن، على شكل منتديات ومجالس ثقافية وجمعيات تمّ تأسيسها وفق بياناتها الأولى لتعمل على إعلاء وتفعيل الوضع الثقافي والمساهمة في إيجاد الحلول للمشاكل المستعصية التي يُعاني منها مجتمعها.
وبإلقاء نظرة سريعة على أنشطة هذه التجمعات يستطيع المرء الخروج بنتيجة مخيفة.
فبدلاً من ان تتم عملية الاستنهاض من قبل هذه النخب لتغيير أحوال المجتمع نراها وقد انتقلت أمراض المجتمع إليها.
ومن حركتها تبدو جلية مساحة تحركها والصبغة التي تصبغ نفسها بها أي ان هناك حركة عكسية تمارس على مدار الوقت بقصد أو بغير قصد تؤدي بالنهاية إلى تكريس الواقع المأزوم.
مع بداية عصر النهضة خرجت في المنطقة ونحن منها في هذا الوطن مجموعة من المتأثرين بما يجري وراء البحار وكانت هذه المجموعة مؤهلة لأن تكون حالة تأسيسية يُبنى عليها لولادة نخبة ما أو نخب ما...
وانتهت فعالية هذه المجموعة بغيابها والسبب هو ان قوى ضخمة حلت في المنطقة بكل ثقلها وخططت لمستقبل بعيد مقبل فخرجت ثقافات متعددة تبدو في معظم الأحيان على تناقض في مناهجها وطروحاتها.
وكان لهذه الثقافات ان فعلت فعلها، ففرقت بدلاً من ان توحد ووجه بعضها نظرة إلى الخارج أكثر من الداخل حتى وصلت الأمور إلى ما وصلنا إليه.
النخب الثقافية في هذا الوطن وفي أفضل وصف لها هي نخب مشلولة معدومة التأثير في واقع هو بأمس الحاجة لوجودها بفعالية تساهم في عملية تغيير مطلوبة وبإلحاح.
ولكن...
ولكن الإناء بما فيه ينضح.