بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2023 12:00ص حركة ضوئية تحكمها قوانين الظل وانعكاساته في لوحات بشار البرازي

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تخفي لوحات الفنان «بشار البرازي» (Bachar Al Barazi) المولود في حلب أشكال مختصرة مرتبطة بطرح جمالي يميل نحو مسحة تخيّلية هي جزء لا يتجزأ من تطورات لأشكال تفرض الكثير من التأملات، لريشة تخطو نحو تجريد إيحائي تبرز من خلاله الخيوط الفنية عبر حركة ضوئية تحكمها قوانين الظل وانعكاساته، بديناميكية لونية يتلاعب بها بين عدة ذبذبات لها وجودها الجوهري المطلق، والتي توحي بفلسفة تأمّلية شبحية في معطياتها تثقلها رموز الخطوط المحبوكة بتجريد له انطباعاته البصرية، الدلالية عبر معطيات أسلوبية مفتوحة على عدة تأويلات يقوّضها تكوينيا بانسجام ممزوج بموسيقى الفرشاة التي تنساب مع الأنماط التعبيرية حيث يغوص بالأبعاد الثنائية، بتحويرات ضبابية تتسع حواريا من وحي الحالات التعبيرية لحيواة هي في الواقع متبناة، لتوضيح العلاقات وفق المعايير المتجانسة، والابتكارات المؤصلة جماليا بعمق في مساحات تشمل الفراغات أو شفافية الضوء، والمبادئ دون تشتيت في شكل التركيبات الأكثر حساسية، والمثيرة للدهشة أحدثتها ضربات الريشة من منظور يؤدي إلى فهم الإدراك المرادف للغة بصرية ذات مفاهيم حوارية وكأنه يحاور الظل والضوء على مساحات هي حقائق وجدانية فينومينولوجية يمكن تسميتها تجريدات ذات انطباعات خاصة ذات مفهوم فني دياليكتيكي غير ثابت. فهل يبحث عن الإنسان وفروقاته من خلال الألوان وتدرجاتها? أم هو نوع من ترجمة الأحاسيس من خلال ريشة تشبه الأزميل في معطياتها الفنية?
يتضح التناقض في لوحات الفنان «بشار البرازي» حيث تتلاشى ردود الفعل بصريا عندما نتعمق في الخطوط اللونية ومعانيها الصامتة، المثقلة بفلسفات غنية بجماليات ذات استثناءات نحتية في تطلّعاتها الفنية من حيث الإيقاع والنغمة، والتلغيز بمعنى التبطين البصري الذي يجذب الحواس، وفق عدة استعارات ضوئية ذات صيغ
ة تجريدية مؤصلة تعبيرياً، بمميزات تتداخل معها التفاعلات اللونية وتطوراتها عبر مساحة اللوحة أو ضمن الشكل وخصوصياته الإزدواجية، المستندة على تشكيل أشبه بمحاكاة مرنة، تستند على الرؤية التي يدمجها بفكرة النحت أو حتى تلك التي تتناسب بالأبعاد الثلاثية وبلاغتها ضمن الإنفتاح على الاتجاهات المتعددة الغارقة بالمعنى الإنساني والاجتماعي، المتصلة بالبلاغة التشكيلية، والقدرة على تخطي كلاسيكيات التجريد من خلال الوصل والفصل بين عدة اتجاهات، هي في الحقيقة سمفونيات مختلفة لكل منها حركة خاصة، وهي طريقة تعبير لريشة غارقة بالتجريد دون الإعتماد على سرعة الضوء أو سرعة التقاط الضوء للبصر، فهل تنقسم الألوان المركبة وترتسم ضمن القوام الذي يحدده «بشار البرازي» لتكون لغة بصرية موجهة فيزيائيا نحو الأحاسيس الداخلية أولا ومن ثم لمنطق الانفتاح نحو اللون الثابت والمتحرك، وبمعنى آخر نحو اللون وقوته في استقطاب الضوء? أم هي مزاجية نحتية تبرز من خلال الريشة التي تميل نحو ترجمة الحياة بشكل تتعدد فيه المعاني?
يطرح الفنان «بشار البرازي» تساؤلات لا متناهية تتضاعف من خلالها حركة الألوان المتنوعة تعبيريا مع الضوء في تجريد ذي محاكاة طاغية على المخيّلة من حيث الالتصاق بالفكر الإنساني وصيرورته، المستخلصة من عدة ابتكارات تجريدية معقّدة من الصعب تحليلها، إذ يساهم في إبراز أشكال الخيال الناتج عن الألوان السلبية والإيجابية التي تكشف عن ابتكارات رافقت الأشكال كعناصر نبصر منها عدة أشياء تتراءى من خلالها القصص الإنسانية النابعة من اعتبارات حقيقية في المواقف المتخيّلة عبر الوعي التشكيلي الحاضر في تجريدات الفكر الذي لا ينفصل عن الحالات القوية لونيا، والتي تتمثل بالفواصل القصيرة والطويلة والاعتبارات الجمالية الأخرى من حيث المعتقدات والتخيّلات. فهل تكتفي ريشة بشار البرازي بالتشابه بين التفاصيل والايحاءات والعلاقة بين التجريد وما يضيفه الخيال على الألوان?