بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2022 12:00ص حسنة الشدائد

حجم الخط
من شأن الصعوبات أن تحفّزنا على تحقيق أفضل الانجازات. فالصعوبات التي تعترضنا عندما نحقق وجودنا هي بالضبط ما يستنهضنا ويجيّش أنشطتنا وقدراتنا. وعندما نعيش في فوضى عارمة يثير ذلك تفكيرنا. لذا، ان بيئة يعصف بها الهرج والمرج هي هدية من السماء.
كثيرا ما دفعتني شخصيا الأحوال السلبية الى الكتابة. والاخفاق الظاهر في مقال ما أعادني الى الآلة الكاتبة، الليلة نفسها، قبل أن تبصر الصحيفة النور. كل تعثّر يجعلني أوفر ثقة لأنني أرغب في المزيد تحقيقا للأهداف ورفضا لواقع الحال، وفي إقامة الدليل على انني قادر على تحقيقها...
ألا ينبغي أن نكنز ذكريات المصائب السابقة لنعزز على انقاضها الطاقات البشرية الواعدة؟ الشدائد تجعل بعضهم ينكسرون كالعسكر المهزوم وبعضهم الآخر يكسرون الأرقام القياسية في انتصاراتهم على أعتى الجيوش. وإنني أرى ان الاضطرابات الكبيرة ترشدنا الى فن الابتهاج والفرح في حين ان الاضطرابات الخفيفة قد تتسبب بصناعة السخط والاستياء ليس إلّا. الملامة كل الملامة في الرتابة والتخاذل، فلنكافح كل سبل السهولة والسرعة وهي ما يجعل بعض أبناء الحروب يتوسلون كنوزا جليلة من أسهل سبيل وأقربه فيفوتهم ما فيها، على الأمد البعيد، من فوائد حقيقية تفيدهم قبل مجتمعهم. والمؤمنون الذين يمارسون الصلاة أو الصيام يقيمون حالة استغفار يعترفون بها انهم آخر الناس. يعبرون النسك وإن في قصورهم حتى يدركوا مشيئة العليّ الذي يحوّل صحراءهم جنات أبدية.

أستاذ المعهد العالي للدكتوراه