بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2021 12:00ص حقيقة فيروزية في قصيدة «غرّدي فيروز» للشاعر عبدالله شحادة

حجم الخط
يُعطي الشاعر عبدالله شحادة لقصيدته «غرّدي فيروز» حقيقة فيروزية تتزامن مع التفاصيل النغمية والنبرة الموسيقية ذات العذوبة الفنية، برومانسية واعية تشير إلى الشعور بعظمة الصوت دون المساس بتركيبة القصيدة الموزونة على بحر الرمل مانحا للشباب فجراً مشعّاً، وصدى نورانيا ينمُّ عن طبيعة صوتية خارقة سخّرها الوجود للإنسان الذي يصاب بعبقرية الصوت القادر على منح الشاعر وحياً مذاباً من تفعيلات فنية لا يمكن تصورها، لقدرتها على إعطاء الحس توليفات لا يمكن تصورها لقوة الأضداد التي تمتلكها خامة الصوت المؤثرة على القصيدة، والقادرة على إثارة الحس عاطفيا، وبعمق نظام القصيدة التي منحها صفة التغريد، وفي بداية لا تتزعزع معها أغانيها كلها باندماج مع الضحى المغناج في حضن الروابي، كمثال هو حلم يقنع به وحيه الشعري معتبراً قصيدته «غردي فيروز» خاضعة لجمال الصوت الأنثوي الذي هزّ الدنيا، وملأها شدواً وفق اختلافات لحنية تمتلكها نبرة الصوت الفيروزية. فهل يستحيل على الشاعر الصمت أمام اللحن العبقري النبرات وهو الصوت الفيروزي الذي دفعه الى كتابة هذه القصيدة؟ أم انه يوازن بين جمال القصيدة والصوت الفيروزي الحي؟

أصالة غنائية تلتقي بطيب الغُنّة الشعرية التي تنسج من العلاقات الفنية لغة شاعرية بفضائل المضمون الموضوعي الذي يعزز من قوة الأسلوب بالسبك الموسيقي واستخراج جذوره، وهذا يفسر طاقة المعاني الجمالية التي ينجذب إليها القارئ، كما ينجذب السامع لصوت فيروز الساحر والقوي، والمتناسق كتناسق قصيدة «غردي فيروز» الخاضعة للتماسك المزدوج بدقة هندسية شعرية بمعنى التماسك الكثيف في المعنى والدلالة الشعرية، ومبادئ الأسلوب المستخدم الموحي بالنضج الذي يعيد التوازن الى الوعي بعد سماع الصوت الفيروزي الحلو الهمسات، وبوشوشات تناجي بها أحساس الشاعر، وفكره المهيمن على المعاني، بإستثناء التوليفات التي يحدثها الخيال بقوة طبيعية تنتجها اللغة، والمحسنات البديعية مختصراً الحالة الفريدة التي يتمتع بها الصوت الفيروزي الذي يشبه موسيقى قصيدته القصيرة التي خرجت من دنيا الخلود، وبقوة تعبيرية قائمة على التكثيف في المعنى، وبإيجاز منسوج بالمنطق الذي منح القصيدة صورة شعرية تدفّقت بشكل ثابت من حقيقة واقعية لصوت هو تغريد فيروزي مرن، ومتسارع بشكل مذهل، ويختصر الحب السامي للفن. فهل حدّد الشاعر «عبدالله شحادة» نقطة نهاية القصيدة بالخلود؟ أم ان الخطوط العريضة لبنية القصيدة تهدف الى الرد على أغنيتها «رد يا أسمر»؟

يعكس الوزن صورة اللحن لأغنية بصوت فيروزي دفع الشاعر الى «جمع الشوق المُعنّى ثروة/ والهوة والفن في دنيا الجمال». وبشكل سلس يتمثل بالقيمة الدلالية للنمط اللحني المرتبط بالصوت الغنائي المتوهج والذي توجهه فيروز الى أسمر يهفو إلى سمرائه، في ظلال الأرز، في سفح الجبال. فهل اختيار السفح للدلالة على الصدى المذاب؟ أم أن تكوين القصيدة برمّتها يستند إلى مزيج من الألحان التي تنبعث من الوزن كانعكاسات نشوة الأغنية على نشوة القصيدة. بالتالي إظهار أوج الجمال لطبيعة صوت منحه صفة التغريد، بانسجام أسلوبي مليء بالتوازن، ومرتبط بالمضمون حيث التلاقي بين الكثير من المعاني من الوحي المُذاب إلى ذوب الوشوشات وصولا الى حبي وصلاتي. فهل يمارس الشاعر الصلوات في قصيدة ذات سبك شعري يزيل الغموض عن صوت فيروزي عشقه الشاعر؟

اعتمد الشاعر «عبدالله شحادة» على تأطير القصيدة بالتغريد، فاستخدم مفردة «غردي» لينفي موتها في طبيعة تستمر بالبقاء بعد موت الإنسان أو موت الصوت بالخلود في نهاية القصيدة التي تمتعت بقوة وجودية بعيدة عن النمطية في الحياة التي سبر أغوارها الصوت الفيروزي المكتشف لقوة الحياة بسكب الروح، وببلاغة شعرية ناتجة عن عقلانية شاعرية انتجت قصيدة بهدف تحقيق تأثير معين في الوزن المرتبط بالصوت الغنائي أو الأحرى أغنية «رد يا أسمر» مع الاحتفاظ بجمال الصورة الشعرية ووظيفتها القائمة على التفكير التخيّلي والتشابهي والاستعاري والوصفي، وبرمزيات الصوت الساحر حين منحه صدى الصوت المُذاب. فهل «غردي فيروز» هي أغنية أخرى بلحن شعري وترنيمة العاشق لصوتها؟