بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2022 12:00ص حلم كل مغترب

حجم الخط
يعيشون في أمان ورزق واستقرار ولكن في الفؤاد يتربع لبنان
ينتظرون فرصة أولادهم أو الصيف ليعودوا من أواخر الاغتراب الى جنة الرحمن
ترى الفرحة والأمل في نظراتهم عند الوصول لجباله وست الدنيا والشطآن
ويتخطّون مصاعب العيش والفساد فتراب الوطن أغلى من كل البلدان
أرى ذلك في عيون ابنتي عند مجيئها وهي كلها ولع لوطنها وكلها إيمان
تتنقل وتسعد مع أطفالها وتتكل على ربِّها في الذهاب والإياب في كل أوان
وبكرها ذو الخامسة من عمره يسألني عند رؤية برنامج تلفزيوني عن الوديان
بالتأكيد لم يكن يصدق ان لبنان معزوفة راقية سكنها القدّيسون والرهبان
وأنهار ومغارات وأشجار خضراء خلّابة ومأكولات فيها كرم السكان
وورود وشلالات تعكسها الشمس كحجارة كريمة من كل الألوان
أما ليله والمطاعم الراقية فحدّث بلا حرج عن هذا البلد وحلم كل إنسان
يطلب كل مغترب أن تطول فرصته ففي كل قطرة دماء نفس يسكن لبنان
كيف لا وهو جنة قد أبدع المولى في تكوينه وهو مزيج رائع من الياسمين والريحان
وألوان طبيعته وسمائه وطقسه وقُرب الجبال من العاصمة عطاء من الحنّان المنّان
ولكن فساد حاكميه وقلّة الضمير واحتكار القوت والدواء لم يكن يوماً في الحسبان
أيعقل في الوجود أن ترى طوابير الذل لنيل الخبز لسد رمق طفل يعاني من الحرمان
أرجوكم كفّوا يد الأذيّة والتلاعب بالأعصاب والهلع والسرقة والبهتان
واعيدوه لنا فخراً بتاريخه وتميّزه وشجاعة أبطاله على مرِّ العصور والزمان
فهنيئاً لكم ان كانت ضمائركم مرتاحة ولكن كفى حتى الآن فكل يوم مصيبة حرائق ونيران
والآن نجلس في منازلنا خوفاً من هبوط الاهراءات والموت والقلب يئنّ من الأحزان
أولادنا مسرورون بالتنقل ولكننا ننتظر عودتهم بفارغ الصبر لرؤيتهم والاطمئنان
ففي أعمارهم الفتيّة نتذكّر الحرب الأهلية التي أبعدتنا عن اشتعال أروع بستان
لم نكن نسمع بحياتنا بالفرق بين مسيحي أو مسلم أو درزي ولا نميّز بين الأديان
فيا رب بجبروتك احمِ بلدي واجعل فلذات أكبادنا تتعلق به بالحنين والحنان