بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 حزيران 2018 12:39ص د. علي نعمة في «الديموقراطية التعبيرية» دورة حياة ووجود واحدة

حجم الخط
وضع الدكتور «علي نعمة» قوى متعددة الاتجاهات في كتابه الديمقراطية التعبيرية بين المفهومين القومي والاسلامي الصادر عن «دارفواصل» والذي يجمع فيه الكثير من الافكار المؤدية إلى تعبيرات مثقلة بالخبرات والنظريات، والمفاهيم التي تقود الى الرقي الاجتماعي قبل السياسي. اضافة الى التعاطي الاجتماعي والاهتمام المتزايد بالنظريات المشددة على اتقان فكرة الديمقراطية التعبيرية، واستنادها الى النهج القائم على سلسلة من النظريات. لا اعرف حقيقة مدى تطبيقها في البلدان. الا انها تحمل مثالية متشددة تؤدي الى ما يشبه المدينة الاجتماعية والسياسية الفاضلة ذات الصلة بالمبادىء والنظم  الدقيقة المفيدة في تطوير السياسات العامة او الامم، وان كانت الافكار في كتاب دكتور «علي نعمة» هي نوع من شبكات متصلة بعلاقات تدعم بعضها البعض، وتسهم في تحقيق الديمقراطية التعبيرية، وبمميزات تتمتع بنظريات متلائمة مع التطلعات والشروط المدمجة بالمتحد الاجتماعي» الذي يضمهم وطبيعته وتضبط تطوره نحو تشكل السلطة فيه وبناء النظام الاجتماعي السياسي الخاص به، وسيطرة هذا النظام على كافة شؤون الحياة والعيش في المتحد «مما يسمح بدمج الافكار لاستنتاجات تشكل مضمونا حقيقيا للديمقراطية التعبيرية  دون النظر الى المفهومين القومي والاسلامي حيث تبناهما في كتابه. ليحدد المفهومين من خلال الديمقراطية التعبيرية،  وفي هذا نوع من التخصيص الذي يؤدي الى تحجيم الفكرة الغنية التي استعرضها بتأن ملموس يؤدي الى تحسين الامكانيات لمحو المخاوف من المواقف الاجتماعية والسياسية معا.
يحاول دكتور «علي نعمة» الاحاطة بموضوع الديمقراطية التعبيرية، وباعتراف ضمني انه لا يمكن لمجموعة من «الكتاب والباحثين تعريف ماهيتها بشكل كامل  والدخول الى عمقها او معرفة جوهرها يحتاج لجرأة» في الدخول الى قلب هذا «الهيولي المجهول» لتلمس ابعاده ورسم حدوده وابراز ملامحه الرئيسية  وسماته الاساسية وسبر اغواره» فكيف يمكن لموضوع الديمقراطية التعبيرية ان يتم في كتاب بمثابة دولة قائمة على هذا المفهوم النظري الذي لا اعرف مدى اهمية تطبيقه. الا انني وجدت فيه نوعا من المثل السياسية القائمة على التفاعلين الايجابي والسلبي والتطور السكاني والمعيشي والاقتصادي والثقافي والسياسي، وبتعريف كامل لاقسام هي بمثابة بوابة عبور للفصل الرابع، والقناعة لترسيخ مضامينها دون ان ينسى دور الثقافات الانسانية الايجابية المساعدة في التأسيس الذي يشكل غايتها وترسيخها ضمن كتلة من المعطيات تتصل ببعضها البعض، وفي الحالة التي يذكرها او الشروحات التي يصهرها في بوتقة واحدة تؤدي الى تساؤل مهم، وهو ان فشلت واحدة من المعطيات الا تفشل البقية كلها؟ وبالتالي تنهار اسسها ومعطياتها بالكامل، وان كان ليس بمقدور اي مجتمع اعتماد النظام الديمقراطي الخ.. ما لم تترسخ « القناعة الفكرية والعقلية والنفسية والعقيدية الواعية لدى الغالبية العظمى من نخبة فكرية...» وهنا تبرز اهمية دور الثقافة الحضارية الخاصة بالمجتمع المعني الذي يتغذى بالاحترام للاخر، وبالمضامين الانسانية العميقة القائمة على التسلسل الفعال الذي انشأه دكتور «علي نعمة» في الفصل الرابع، وبتماسك ان انهار فيه الفصل الواحد انهارت كل الفصول في الكتاب الذي لا يمكن فصل اي باب من الابواب التي وضعها بتأن وتؤدة. لندخله بحرص شديد على ان يفهم القارىء الابعاد والقيم الخاصة بكل المضامين التي طرحها نقاشيا بامتداد فكري يتسع كالوعاء الذي ما ان امتلأ حتى استعدت الانفس لتذوقه باريحية دون ان ننسى « اعتبار الانسان قيمة دينية الهية تستحق التكريم والتفضيل والعناية والصون والحماية» فهل يمكن الخروج من الكتاب دون النفع من المبادىء الفاضلة التي زرعها فيه ، وان لم يجد القارىء فيه غايته او قناعته الشخصية بالمضامين التي جاءت فيه؟
اقول في نهاية مقالي وبعد قراءة ثالثة متأنية لهذا الكتاب الغني فكريا بكل ما يمكن ان يتساءل عنه المرء خاصة الفصل الخامس وبناء الديمقراطية والضبط لمعاييرها من خلال الشرح المكثف لدور كل ممارسة من ممارساتها، وصولا الى الفصل السادس والرقابة الضامنة والضابطة لقناعات فكرية ونفسية، والمرجعيات بمختلف ادوارها واطوارها. لنجلس في الجزء الثاني على ارضية انسانية تهدف الى تكريم الانسان ورعايته وهدايته ومنحه الرؤية الواضحة لمنظومة الحرية في الاسلام، وهنا تبدأ الاشكالية في كتاب الديمقراطية التعبيرية. او اليقظة الفاعلة في الاحساس اننا امام نظام فكري معقد وليس المدينة السياسية الفاضلة. لانه يخصص في الفصل الرابع ما يستنتجه القارىء تحديدا وهي «اشكالية العلاقات بين الفعاليات التمثيلية في ظل السلطة الديمقراطية. لنصل الى الفئوي منها وحساسية كل سبب من اسباب الاشكاليات المؤدية الى وضعنا على ارض ثابتة تنفي المدينة السياسية الفاضلة. لان كل من هذه الاشكاليات تحتاج الى دراسات اخرى يرافقها الدروس العملية او الفعل القائم على الاختبارات الفعلية التي تنتج الديمقراطية التعبيرية الموجودة في كتاب دكتور «علي نعمة» والفكرة الحبيسة بين غلافين اولهما العنوان واخرهما مدى امكانية التفاعل في هذه المفاهيم...