غيّب الموت يوم أمس الروائية اميلي نصر الله عن عمر ناهز الـ87 عاماً بعد حياة حافلة بالعطاء المتنوع وإن كانت الرواية بصمتها الأساسية فيه.
اميلي نصر الله من رعيل يعتبر مؤسساً للرواية اللبنانية بعد رحيل مارون عبود.
وجه مضيء في تاريخ الإبداع اللبناني.
قلم تميز بالدفء ونص غني من دون بهرجة وكثيف من دون استعراض استعادت في أدبها من تجربتها الصحفية في بداية مشوارها الكتابي وللمصادفة صدر لها يوم رحيلها كتاب بعنوان: «الزمن الجميل» وهو رحلة تأخذنا فيها إلى لبنان في خمسينيات القرن العشرين وتذكر بأسماء قابلتها وحاورتها من خلال رحلة ثرية يتقاطع فيها الشخصي مع العام ليتجاوز السرد الصحفي والأدبي حدود المقابلة إلى رحاب الوطن والمجتمع.
كما يصادف رحيلها بعد أيام من رحيل الروائي السوري حنا مينا الذي ينتمي معها إلى مدرسة ادبية واحدة هي مدرسة المجتمع والغوص في مشاكله بالتزام محايد.
مع تدهور حالتها الصحية وهبت مكتبتها الخاصة إلى المكتبة الشرقية التراثية في جامعة القديس يوسف حيث نظم احتفال بالمناسبة آنذاك.
وهي خطوة إن دلت تدل على مدى التزامها معايير الالتزام المجتمعي وما فيه فائدة وطنها.
عطاء اميلي نصر الله الروائي يتميّز بأسلوبه السلسل الخالي من المحسنات والواقعي إلى حدود الاقتراب من الصورة.
وكأن تدرجها في الكتابة بداية للأطفال والفتيان استوعب مشاكل المراحل العمرية واستطاعت العثور على حلول لها وفق منظورها الملتزم.
وإن كانت القرية محور معظم كتابتها الروائية الا انها غاصت في الكثير من عطائها في أجواء المدنية حتى القاع.
غياب اميلي نصر الله يخلف فراغاً ليس هيناً في الحالة الأدبية اللبنانية والعربية مع الحالة الأدبية القائمة الآن.
خسارة كبيرة ولكن لا مرد لقضاء الله
لروحها السكينة والسلام.
- تقام مراسم دفنها اليوم في زحلة.