بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 شباط 2022 12:00ص «ريان»... وقاع البئر

حجم الخط
سقط ريان واستقرّ في قاع بئر، صوّرته التكنولوجيا وهو قابع مع كسوره وخوفه في ذلك القاع المظلم، وحيداً يرتجف جزعاً وألماً.. واشتياقاً ربما إلى حضن أمه وعطف أبيه.

واستنفرت تكنولوجيا الإعلام في كل أنحاء العالم تتابع هذه التراجيديا دقيقة بدقيقة.

فجأة.. ومن أجل طفل في قاع بئر نسي العالم حروبه وصراعاته ومجاعاته وأزماته وراحت عينه ترقب ريان ومحاولات إنقاذه وكأن هذا العالم في نوبة ما تذكر إنسانيته وبشريته وسقطت عنه كل أدران الواقع النتن التي تغطي أصقاعه في كل بقاعه، تحوّل ريان الى رمز لطفولة العالم المعذّبة الرازحة تحت نير الخوف والمرض والفاقة..

لم يعد ريان يمثّل نفسه...

حضرت فجأة صورة محمد الدرة وهو يموت في حضن أبيه، وحضرت أكوام من صور أطفال التهجير والرعب والموت من الصقيع والجوع والحرمان في كل أنحاء العالم وتحديداً في الوطن العربي الذي تدفع فيه الطفولة ثمن الأحقاد وركوب كراسي السلطة.

إذا كانت الطفولة هي مستقبل العالم...

فأي عالم سيكون؟..

هناك من يقول ان مشكلة عالمنا اليوم ليست فقط اقتصادية وموارد طبيعية وصراعات على الاستهلاك والأسواق، بل هي مشكلة تدنّي مستوى المشاعر الإنسانية لدى من يتحكّم في مراكز القوة والسلطة في كل مكان من هذا العالم الممزّق.

مات ريان...

لعلّ في موته جرس إنذار يوقظ ضمائر من يعنيهم الأمر في كل مكان..

لم يكن ريان وحيداً في قاع البئر...

بل كل أطفال العالم.