بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيلول 2022 12:00ص زمان الخوف

حجم الخط
الحصان يمقت الجمل؛ الفيل الضخم يخشى الفأر؛ ويقال إن ملك الغابة الذي يرفض أن يولّي أشدّ الحيوانات توحّشا ظهره، يرتعد عند صياح الديك.
الناس يخافون من الذئب وإن في ثياب حمل، والمحاصيل الزراعية تخاف من العاصفة والأشجار تخاف من الرياح.
نكاد كلنا نختنق من جرّاء شيء ما، والإنسان الذي يدّعي انه يفلت من هذا الواقع يكذب، وكلما كرّر كذبه كان أقرب الى التصديق البديهي الذي لا يتطلب تفكيرا.
كل البشر يخافون في حياتهم. والجبان بينهم هو الذي يدع خوفه يتغلب على شعوره بالواجب. ذلك ان الواجب هو جوهر الرجولة بل الكرامة الإنسانية. وحده من خدع نفسه يطالب بالتحرر الكلي من الخوف. ومن الطبيعي بمكان أن يستيقظ المرء يوميا وهو على جانب من الخوف. 
لا بد، في أيامنا هذه بالذات، من أن نقع تحت نير الخوف، خصوصا في بلادنا حيث نتسقط ليل نهار الأخبار شظايا مؤلمة من خنادق إعلامية وافرة لا ترحم. الشرفاء العقلاء في أوطاننا يعيشون في هلع كبير. ذلك اننا بلغنا المتاهة الكبرى بعيدا عن مواعد الخير. نعيش في ضياع بلا بوصلة ولا مرجعية ولا من يحزنون. العصبية والارتهان لا يقضي عليهما سوى العقل والحياة الروحية والاحتضان المتبادل الذي ينطوي على اعتراف بحق الآخرين في الاختلاف بعيدا عن كل خلاف. هل نقبل أن يظل وطننا مجرد وادٍ للدموع ولا من يندم على فعلته الشنعاء من هنا ومن هناك؟ ألا بئس المسؤولون وبئس مصير الفاسدين منهم!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه