بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الأول 2022 12:00ص سلام النفس أولاً!

حجم الخط
كل منّا يبحث عن سلامه الداخلي. ما مصدر السلام هذا؟
خلف الطمأنينة ألوان من النهاية. والجحيم مرصوف بالنيّات الحسنة. علينا أن ننظم أنفسنا ونحدّ من رغباتنا ونعيش في محبة ونخضع للقوانين ونتوكل على الله. هكذا نتطلع الى السماء. وبهذه المبادئ الأولية نبني الأوطان.
القاعدة الأولى إذا هي المحافظة على قلب هادئ ثم النظر الى الأشياء وجها لوجه وإدراكها كما هي. هذا يستلزم وقتا ومحبة ودعما. يستلزم رضى، لان سلام النفس هو ذلك الوضع الذهني حيث نقبل الأسوأ. ولبلوغه نرتضي تجاوز ما يناقض السلام.
عندما نعجز عن إيجاد الطمأنينة في ذواتنا، لا جدوى من تقصّيها في موضع آخر. المسألة مسألة كينونة لا ملكية. فإيانا والعبث بحياتنا، والواجب، لنعمل به، وعلينا احترام الذات أولا ثم احترام الآخر فنلقى خيرا. وتبّا لكل بطولة واستكبار واستصغار...لانها كلها بعيدة عن السلام الداخلي، تسعى لتأمين السلم (الخارجي) وتاليا مكانة ما هي أشبه بسكرة المهلوسين بالأساطير والعاجزين عن تحقيق السلام (الداخلي). نحن هنا أمام خيار جوهري يتمظهر في وجود كل منا: أن نكون بشرا ذوي حياة أو نكون مواتا.
تحقيق السلام الداخلي محك صدقنا على هذه الفانية. لنسعَ إليه فلا نعود طوائف كافرة بالله دائنا به لفظا وننعتق فعلا من مساحيق العهر والاستلاب! الكلام في المطلقات وحده يسحر الجماهير لأنه هيّن، على هلهلته المتمادية في هذه الأيام. يستثير انفعالاتهم السهلة والسريعة ولا يكلف تأطيرا تاريخيا ولا يقيم وزنا للفكر والحياة. على المسؤولين الجدد(؟) أن يبنوا مدماكا مدماكا وطننا في هذا الزمن الرديء الذي يجعل عملية الخلق ممكنة فعلا.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه