بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2020 12:00ص صراع الديكة!..

حجم الخط
يختلف ديكان ربما حول حبات قمح أو حول النظر إلى الأفق خلف الجبل فتقوم القيامة وينتصب الميزان وتستنفر المناقيد ويقف الريش والعرف وتبدأ معركة لا يعرفان كيف تنتهي وهما مثخنان بالجراح.

فجأة يشعران بوجود ابن آوی خلف الأشجار بالقرب منهما يتحيّن الفرصة للانقضاض ويتحوّلان إلى فريستين حيث لا يفيد المنقاد ولا الريش المنفوش ولا العرف المستنفر ولا صراخ صياح الغضب.. فيدركان ان الخطر داهم ويدخلان إلى القفص الآمن لدرء الشر المستطير الذي يُهدّد المصير.

وكما يظهر فإن لدى الديوك من الحكمة وحسن التصرف ما هو مفقود لدى بعض المسؤولين عن عيش العباد وأمن البلاد فلا نرى إلا غبار معارك داحس والغبراء على مدار الساعة بحيث تمطر السماء يأساً واحباطاً.. وخوفاً من مصير مجهول أو شبه معلوم.

ألا يرون أبناء آوى حولهم وبينهم وقد تنكّروا بأشكال وأشكال كالجوع والمرض والخوف..

أم أن قصر النظر والحفاظ على المكاسب يفرض الاستمرار في نصب الكمائن ورش قشر الموز في طريق الحلول..

أم أن كلام الليل يمحوه النهار وكلام النهار يمحوه الليل..

وكلام قصر الصنوبر يمحوه كلام أمكنة أخرى على تنوّعها..

أمكنة كلها من فصيلة أبناء آوى..

أما آن لهذا البلد المصلوب أن يترجّل؟!..

أما آن له ولإنسانه أن ينعم بحقه من الأمن والأمان؟..

أم أن الأمن والأمان لا يتواجدان إلا في القصور العامرة والطائرات الخاصة واليخوت الفخمة؟..

انه صراخ الجراح أيها السادة..

جرح المواطن المريض الذي يبحث عن الدواء عبثاً..

جرح رب الأسرة الذي بات همّ تأمين قوت عياله همّاً قاتلاً..

وأنتم في غيّكم تعمهون..

وأخيراً لا آخراً.. فلنرعوي ونسمع هذا القول سواء كان للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو لأبي ذر الغفاري «عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج شاهراً سيفه على الناس!!».