من على شاشته أطلق الإعلامي المصري عمرو أديب صرخته التي تشبه نداء إستغاثة طالباً الدعم المصري والعربي العام لتأمين الحليب لأطفال لبنان.
وتفيد المعلومات ان حركة واسعة تحدث لتأمين ذلك.
قبل كل شيء الصرخة مشكورة والذي أطلقها مشكور أيضاً لأنها تدل علی وقفة تضامنية ليست غريبة عن (أم الدنيا) التي تربطها معنا عرى لا تنفصم مهما استشرست الظروف وقوي الخطب، فهناك روابط صنعها التاريخ والتراث تتحكّم في الشعور المتبادل بين بلدي النيل والأرز، وعبر التاريخ لم تتأخّر الشقيقة الكبرى في دعم واحتضان الشقيق الأصغر.
من هنا نستطيع فهم حركة التضامن التي استجابت لصرخة عمرو أديب لأنه تضامن ناتج عن كل ما سبق الكلام عنه.
ولكن الأمر لا يخلو من غصّة..
فأن يصل الأمر الى إطلاق صرخات استغاثة لتأمين حليب لأطفالنا ففي ذلك من المرارة ما فيه..
هل هذا هو لبنان الذي عرفناه؟!..
ذلك الوطن القافز بشموخ وعزّة أبنائه فوق كل الأزمات المتلاحقة والباقي محتفظاً بتلك القيمة المعنوية المميّزة ليس في إقليم وجوده فحسب بل في العالم أجمع.
هي الغصّة التي تترافق مع الشكر..
غصّة شاملة تعمُّ الكوكب حيث ينتشر أبناء هذا الوطن في جهاته الأربعة..
غصّة مترافقة مع سؤال:
ما الذي أوصلنا إلى هذا الدرك؟..
ومن الذي أوصلنا إليه؟..
هذا الانزلاق إلى الهاوية أليس هناك من هو مسؤول عنه؟..
ولماذا إذن يسمّى المسؤول مسؤولاً؟..
هذه الشريحة الحاكمة المتحكّمة أو معظمها هي السبب في ما وصلنا إليه ولا زالوا في غيّهم يعمهون..
وكأن كل ما يحدث من مصائب تحلّ بإنسان هذا الوطن هو أمر لا يعنيهم.
ضمير حي أطلق صرخة عمرو أديب..
وضمير ميت أوصلنا إلى ما نحن عليه.