بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2023 12:00ص صور رسائل حب إلى الشرق الأوسط للفوتوغرافية كورتني بونو

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
اعتمدت الفوتوغرافية «كورتني بونو» (Courtney Bonneau) على توثيق الصراعات في الشرق الأوسط، وهي التي قضت حياتها المهنية غالبا في العراق وفلسطين وسوريا وإيران وحتى فلسطين المحتلة، وهي مولودة في الولايات المتحدة الأميركية. فقد استطاعت التركيز على الجانب الإنساني في تصوير فضولي قبل أن يكون حرفي الإتجاهات، لتكشف النقاب عن رؤى لا يمكن معرفتها ما لم تكن في مواجهة مع عين الكاميرا، لخلق ما يُسمى صور رسائل حب إلى الشرق الأوسط، كشكل من أشكال الرسالة البصرية القادرة على تدوير زوايا الصراعات أو جرائم الحرب التي تؤدي إلى انتهاكات بشرية، لتنشر الوعي من خلال الصورة التي تضيء على جانب معين، التقطته تاركة للعدسة لغتها التصويرية المحتفظة بقضاياها الإنسانية ذات المحاكاة المناهضة للإنسان أولا... وفق تحديات فقدان الأمان في تلك المناطق التي قامت بزيارتها، والتقطت فيها الكثير من المواضيع أو الأحرى الرسائل التي تتضمن الأمن والاستقرار، وتحديات الإنسان وهو في مواجهة الموت من الرصاص الى قوارب الموت، فالتهجير والنزوح والمخيمات وما الى ذلك فمحاولة إضفاء روح الحياة على الصورة في مناطق التمزق الفعلي هي رسائل مفتوحة مشيرة بذلك إلى التحول الفعلي في الاتجاهات الإنسانية الاستثنائية ضمن الحدث بعيدا عن الناحية الفنية أو الجمالية، وبرغم ذلك فهي تشكّل نقطة تحوّل في حياة الفرد الذي يواجه المتغيّرات الحياتية. فهل من مراوغة تصويرية فعلية عند الفوتوغرافي عندما يسلّط عدسته على القضايا الإنسانية؟ أم هي توثيق فعلي لأحداث قضت على الإنسان قبل المكان؟ وهل رسائل حب إلى الشرق الأوسط هي نصوص بصرية لكل منها قصة خاصة؟
تعتمد الفوتوغرافية «كورتني بونو» على تصغير القضايا، كنص بصري هو في بعض الأحيان يجمع فكرة معينة مؤثرة فعليا في قضية ذات أهداف يتم تصويبها من خلال عدستها، كالمرأة في اللباس الأصفر، وهي ملثّمة وتمثّل ضمنيا الشرق وأسراره التي ما زالت ضمن موروثات ذات كنه يصعب فهمه من العالم الآخر، وحتى من العوالم المفتوحة على التقدّم والازدهار الإنساني، فالصورة عند كورتني هي نص لمحاكاة معقدة في تركيبتها الايحائية، إلا أنها ذات موضوع مهم كصورة زورق الموت ورحيل الناس في البحر أو في المجهول الذي احتاج الى مطار أو جسر عبور من نوع آخر ما هو إلا تصوير لموت جماعي يتجه إليه الناس، كاتجاههم الى المحرقة في عودة الى الكثير من الأحداث التي تتشابه من الماضي الى الحاضر. فهل من الممكن أن تتكرر الصورة في الشرق الأوسط تحديداً؟ أم أن هناك الكثير من الأحداث التي تشكّل قطبة مخفية في عدسة التقطت الملثّمة باللون الأصفر، وربما هو لون الموت في الكثير من الرموز الأخرى ولون الذهن النشط حيث الإصرار على البقاء في مواجهة الحياة؟
تشكّل صور كورتني بصمة مختلفة ومبتكرة من حيث الجمع بين ما هو مخفي وواضح أو حتى مركب تركيبا تخطيطيا يميل الى خلق محادثات مفتوحة على عدة نهايات لا يمكن إلا تخيّلها ضمن النهايات التي تحمل عدة عناوين للحفاظ على البشرية في شكلها المتشرذم، الخارج من أزمات الحروب والصراعات، وضمن لقطات مخصصة لإعادة تمثيل الحدث بحرفية مستوحاة من قصة هي قيد الإعداد من مصورة صممت على إظهار قوة الإنسان في مواجهة البقاء، وحتى الرحيل أو تصميم الإنسان على الخروج من قوقعة الأزمات بشتى الطرق حتى لو أدّى ذلك الى حتفه. فهل صور رسائل حب إلى الشرق الأوسط هي امرأة ملثّمة بالأصفر ومجموعات الموت في بحر تتيه فيه الحيوات أم أن الأطفال في عدستها هي الطفولة التي تعيد للمستقبل إشراقة الشرق الأوسط؟