ثقافة

هاجر اللبنانيون عبر البحار على مرِّ العقود والزمان

ليؤمّنوا لعائلاتهم أحلام رغد العيش والأمان

ذاقوا الغربة لكي لا يشعر أولادهم بالحرمان

تخلّوا عن دفء العائلة والاستقرار والحب والحنان

كان كل همّهم مستقبلاً لائقاً لأولادهم للعيش باطمئنان

وكانوا يرسلون مدخّراتهم ليحتفظوا بها بأجمل الأوطان

البعض نجح وأثبت انه مهاجر ناجح دون هوان

جمع أموالاً طائلة وأرسلها لعائلته في لبنان

والأطفال تكبر والحلم يتحقق في جنة الخلد الريّان

ولكن وللأسف ضاعت الأحلام وما عاد لبنان كما كان

أصبح الوطن ممزّقاً بين السياسيين الذين نهبوا حتى الشطآن

لا رادع ولا خوف من رب واحد رحیم رحمن

فكل اقطاعي يطمع بتقاسم قطعة من أروع بستان

وعاد اللبناني الى ما تحت الصفر أعانه الله على هذا البهتان

ورأی ان كل آماله اضمحلت أمام عباد الأوثان

نعم فهذه من أقلّ صفاتهم لأنهم نفيوا وجود حنّان منّان

شدّوا الرحال من جديد ولكن هذه المرة هجرة مع أولادهم الشبان

لسنا مجرمين ولكن نبادل أطماعكم وأنانيتكم بالنكران والعدوان

فمهما علت مراكزكم ومن أي طائفة كنتم هنالك عدالة إلهية لجميع الأديان

فحرام انظروا إلى شعبكم الذي هجرتموه من أجل جمع الذهب الرنّان

ولن تأخذوا إلى قبوركم سوى أعمال سيتلقّفها في جهنم صديقكم الشيطان