بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 نيسان 2022 12:00ص ضباب

حجم الخط
هذه المدينة التي تمطر عليها ضغوطاً وهموماً معيشية وهدراً لحقوقها ومحاولة لإذابة هويتها وتضييع إنسانها، هذه الصابرة...
كأن كل ذلك لا يكفي فهاجمتها موجات من الضباب السميك دخلت المنازل خصوصاً في المناطق المواجهة لبحرها فتعذّرت الرؤية أكثر مما هي متعذّرة...
كان ينقصها الضباب لتكتمل صورة محاولة القهر والاستهداف ويخرج سؤال بديهي: هل حنَّ الضباب الى مثيله المهيمن على البلد؟..
ضباب يغطي كل شيء، السياسة والاقتصاد وكافة سبل العيش الطبيعي..
هل حنَّ هذا الضباب إلى مثيله فأتى لينضم إليه؟..
من أبشع الحالات عدم الرؤية بوضوح..
اعموا أبصار النّاس فباتوا سكارى وما هم بسكارى..
أدخلوا الخطوط السياسية في شبكة كلمات متقاطعة لا حل لها..
بات الأمر أشبه بالأحجية...
أحجية لا يزيل ضبابها إلّا شمس ساطعة، لكنهم وضعوا ما بينها وبين بشر هذا البلد حاجزاً هندس بنيانه مهندسون لديهم الخبرة الوافية في بناء ناطحات الوهم والشر.
ألهوا النّاس باحتياجات الجهاز الهضمي..
ألهوهم باستمرار العتمة..
ألهوهم بضيق ذات اليد..
ألهوهم بالخوف من الغد..
ألهوهم بالطرق المتشابكة..
أوصلوهم إلى درجة الموت في البحر بدلاً من الموت جوعاً وذلّاً..
وطن ابتلي بطبقة حاكمة فاسدة وصلت روائح فسادها إلى أربع جهات الكوكب..
ومع معرفتهم بفسادهم ومسؤوليتهم عمّا أوصلوا النّاس إليه يصرّون على الالتصاق بالكراسي طمعاً وجشعاً..
جحيم لن يستمر سعيره.. فمنطق هذه الفانية ان لكل بداية نهاية..