بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 شباط 2022 12:00ص ضرائب.. فوق الخرائب

حجم الخط
عمَّ السرور والحبور أنحاء البلاد وانفرجت أسارير العباد، فقد أنجزت موازنة الدولة بعد ولادة قيصرية ونوقشت من قبل الوزراء وأدلى كل منهم بدلوه شادّاً الحبل إلى جهته، لكن المهم ان الموازنة أنجزت وتحت الموافقة عليها وخرج رئيس الحكومة ليعلن الخبر السار على النّاس علَّ الخواطر تهدأ واعداً بثلاث سنوات عجاف يرون فيها ما هو أمرّ من المرّ، بالإضافة الى زيادات في الضرائب والرسوم كي يدفعوها من فائض جوعهم وحاجتهم!..

(.. وعلينا أن نتحمّل بعض).. هكذا قال.

ولكن السؤال الملحّ المؤلم: هل بإمكان هذا المواطن المستكين أن يتحمّل أكثر مما تحمّل؟!.. وهل على جسده من اللحم ما يضحّي به من أجل كحل حكومته وسلطته.. وقد بات هيكلاً عظمياً بعد أن نهشت مافيات الدواء والوقود والغذاء كل ما على جسده، وابتلعت في مصارفها جنى عمره وتعبه؟..

مواطن يئنّ نهكاً وتعباً وضيقاً وهم ينهالون عليه بأثقال الضرائب والرسوم، يقيسون الأمور وفق منسوب أرصدتهم في الخارج، تلك الأرصدة الحبلى بالمال المهرّب الى بنوك أوروبا وغيرها والذي تكوّم بفعل الصفقات والسمسرات على حساب ذلك المواطن المسكين المضروب على رأسه، وكأنه هو السبب في هذا الانهيار الذي هم أسبابه إن من خلال السرقة والنهب أو في أحسن الظنون نتيجة لسوء الإدارة التي تولّوا زمام أمورها.

وطن تكمن مصيبته في قلّة لا ترى في مراياها إلّا نفسها، ومن مكانها العالي لا يرون إلّا أعداداً قابلة للاستثمار والاستغلال.

خرّبوا كل شيء (الإقتصاد/ الصحة/ التعليم.. إلخ..)..

بات كل شيء في الوطن خرائب..

وهم الآن يفرضون الضرائب على الخرائب!!