بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2023 12:00ص ضياء الناصري (أوكرانيا بعيون محايدة)

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
عندما تبدأ قراءة كتاب (أوكرانيا بعيون محايدة) للصحفي (ضياء الناصري) يدخلك إلى قلب المعركة دون أن تشعر، بفضل تسلسله للأحداث وترتيبها بعيدا عن التحليلات السياسية المعقّدة غير المفهومة.
في 12/5/2022 كان العالم بأجمعه يراقب على شاشات التلفاز شنّ روسيا الحرب على أوكرانيا، والمواطنون يحاولون الهرب إلى الملاجئ ومنهم من يقف في الطوابير يقطعون الحدود إلى بولندا, تعاطفنا مع الشعب الأوكراني ووصفنا بوتين بالرجل الدكتاتوري, إلى ان ضياء كانت له نظرة مغايرة وتختلف عما نقرأه في الصحف ونشاهده على التلفاز. وثّق ضياء الناصري الأحداث التي حصلت معه أثناء تواجده في أوكرانيا أيام المعركة وكان محايداً في سرد التفاصيل، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته لتأمين الفيزا إلى أوكرانيا التي حصل عليها من بيروت على جوازه العراقي إلى أن حبه وشغفه الصحفي لم يجعله يتردد في خوض المغامرة, حسب ما ورد في كتابه. أن أصداء الحرب كانت هادئة بعكس ما نسمعه في الإذاعة أو نشاهده، وأن الإعلام يضخّم الأمور أكثر من اللازم. كما تطرق إلى أسعار القمح التي زادت عالمياً بشكل جنوني, بالرغم أن الحنطة في أوكرانيا لا تشكّل أكثر من 5% من صادراتها, وكذلك أسعار الزيوت النباتية وهذا ما خلق في أوكرانيا حالة من الاستقرار بتدفق المواد الغذائية وتأمين حاجات الناس، أما بالنسبة للأسعار فلم ترتفع مع هكذا حكومات وقيادات تحترم شعوبها.
كما قام بزيارة إلى معمل أزوفستال وكتيبة أزوف، والقليل منا يعلم أن هذا المصنع تمتد جذوره التاريخية إلى الحقبة السوفياتية سابقا، المصنّف واحداً من أكبر المصانع والمصدّرين للأوكرانيين، ويوجد داخل المصنع مدينة أخرى بداخله وهو ما يفسر صمود المقاتلين الأوكرانيين المرابطين بداخله طيلة فترة محاصرته. أما كتيبة أزوف هي وحدة يمينية متطرفة من الحرس الوطني الأوكراني, في نهاية المطاف ألقت الكتيبة سلاحها واستسلم آلاف الجنود.
عندما تصل في منتصف المعركة في قراءتك لكتاب (أوكرانيا بعيون محايدة) تجد ضياء الناصري ليس صحافياً عادياً بل مجازف إلى أقصى الحدود, فقد قام أيضا بزيارة مفاعل تشرنوبيل النووي، وهو أول صحفي عربي يدخل مفاعل تشرنوبيل, وعوضا عن ذلك فقد شرح أدق التفاصيل ومدى خطورة النووي الذي أطلق عليه إسم (التنين النووى). أما بالنسبة للخسائر التي وقعت بين روسيا وأوكرانيا لم يتغيّب عنها فقد وثّقها بالأرقام، بالإضافة إلى شهادات ذكرها في كتابه من الرئيس الأوكراني زينلينسكي ومن وكالة الإستخبارات الأميركية، وكما تحدث عن العقوبات التي فرضت على روسيا من الغرب وكيف تم تجميد نحو 300 مليار دولار من الذهب الروسي، في غضون ذلك أوكرانيا تعرّضت لضربة إقتصادية بخسارة 35% من الناتج المحلي الإجمالي. كما شرح سبب ارتفاع أسعار القمح, على الرغم من تكديس القمح الرئيسي بملايين الأطنان وأن أزمة الغذاء مفتعلة.
ويبقى السؤال من يبدأ بالتفاوض لأن حالة الإستنزاف ليست فقط من أوكرانيا بل من روسيا التي تكبّدت خسائر هي الأخرى؟!
(إصدارات مركز البيدر للدراسات والتخطيط).

زاهية موسى