بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 حزيران 2018 12:48ص عاد العيد

حجم الخط
انه العيد...
صباحه مختلف، نسيمه مميز، مضمخ بعطر شهر من الصيام لطلب المغفرة والعودة إلى منابع الروح وخالقها.
وكما لكل ما في الدنيا..
وجهان..
وجه الفرح بلقاء الاحبة وجمع الشمل حتى لمن ابعدته ظروف الحياة ومشاقها، أو الخلافات وتفرعاتها.
ووجه الذكرى.
في هذا اليوم يحضر من غاب كما لم يحضر في كل أيام السنة.
احباب واعزاء رحلوا إلى دار البقاء، لكنهم يحضرون بكل الزخم في صباح يوم العيد..
لذلك تكون بداية اليوم معهم..
وتعود الطفولة بطهرها فتعطر الأجواء بنكهة مختلفة، وتكر الصور في خزّان الذاكرة فنعود للحظات اطفالاً نلهو مزهوين بالملابس الجديدة والعيديات القليلة الكبيرة حينها.
وها انا احس بلمسة يديهما ونحن في طريقنا إلى حرش العيد حيث الاراجيح وبهجة العيد.
يا لتلك الأيادي كم نفتقدها..
كانت الحنان والحب والأمان... أجل الأمان الذي يقلق راحة العمر الآن بأثقاله وظروفه..
ويتواجد الجو العام معكراً صفاء اليوم.
ننظر حولنا في هذا العالم المضطرب وفي منطقتنا تحديداً فلا نجد الا الدمار والخراب والتهجير والفقر والخوف.
وأسأل نفسي الآن كيف يشعرون؟!.
هذا الخارج من أرضه ومسكنه ووطنه ومرتع طفولته وصباه ورجولته إلى مكان بعيد حيث الخيمة واعانات اللجوء.
كيف يشعر صباح العيد؟!.
لن احولها إلى «مندبة» لكنهم يحضرون أيضاً... لأنهم بيننا نراهم في حركة يومنا وفي تلفاز ليلنا... وفي الحكايات المتوالدة كل يوم.
هل يُعكّر ذلك صفو العيد؟.
أجل... انه يُعكّر دون شك..
لكن الأمل برحمة الخالق يبقى هو المهيمن على كل المعوقات... ولا بدّ لهذا الليل ان ينجلي.
ولا بدّ للحياة ان تستقر في مسراها الطبيعي.
كل ما نملك في هذا اليوم، هو الدعاء إلى المولى عز وجل ان يرفع الغمة عن كل الأمة.
وان ييسر ما تعسر، وان يسبغ علينا الأمن والأمان وكل عام والجميع بخير.