كعادته وبهدوء وصمت غادرنا من دار الفناء إلى دار البقاء الصديق والزميل عبد الرحمن سلام، بعد رفقة طريق امتدّت لعقود تاركاً في القلب غصّة نابعة من ذكريات تراكمت عبر سنوات العمل كتفاً إلى كتف في مؤسسة رعتها تحت رايتها.
عبد الرحمن سلام هو الصحافي المهني المحترف الذي أمضى حياته منذ يفوعته في معترك مهنة المتاعب بقلم لا يعرف إلا الصدق والخوص في أعماق ما يتناول من قضايا على تنوّعها.
طبيعته الدمثة جعلت قلمه لا يعرف الجرح أو التحامل يذهب إلى هدف الكتابة بحرفة تتطابق مع طبيعته.
ديناميكي.. في مسيرته المهنية المتنوّعة لم يعرف الكلل والملل، قلم له حميمية مع صاحبه تنعكس على ما يخطُّ.
عبد الرحمن، كان محبّاً بل عاشقاً لمهنته، يمارسه بحب وإندماج نفسي تجعل القارئ في اندماج مع الكلمة النابعة عن صدق وتجرّد.
بانورامي، قلم مهني جاهز في تناول مادته بنظرة موسوعية حتى وان اختلف تنوّعها.
ناقد محترف له في تاريخه محطات وبصمة صنعها بالسهر والتعب والمتابعة، إن في الكتابة الفنية التي له فيها طول الباع، أو في زاويته «تلفزيونيات» في الصفحة الثقافية بـ «اللواء» حيث كان لبقاً في نقده حيث يجب وحادّاً حيث يجب حيث يخرج ما يتناوله على جادة الأخلاقيات والعمل الجاد المتزن.
وفي زاوية «كلمات» التي كان يكتبها كل يوم خميس كانت له مواقف في العمق تدلّ على الخطأ حين يقع وعلى الصواب حين يجب.
في رفقة الدرب الطويلة ما يجعلنا نشعر بفداحة خسارته والفراغ الذي أحدثه رحيله، نفتقد دماثته وبشاشة دائمة لم تؤثّر عليها مؤخراً متاعب صحته.
مع كل زميل صديق يذهب إلى دار البقاء نكتشف أكثر قيمة رعيل من الأقلام التي عرفت أهمية الكتابة الصحفية ومدى تأثيرها لدى قارئ يستطيع الفرز ما بين الغث والسمين.
عبد الرحمن سلام، كان في مقدمة هذه الأقلام التي حملت مسؤولية الكلمة الصادقة الهادفة المتجرّدة.
رحيلك غمرنا بالأسى يا أبا محي الدين، أيها الصديق والزميل الذي لم نعرف فيه إلا طيب الخلق وشفافية الصدق.
انها إرادة الخالق عزّ وجلّ..
انها سُنّة الحياة..
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون}
تغمّدك الله بوافر رحمته وطيب مثواك وأسكنك جنته.
يتسلم درع تكريم التجمع البيروتي لشقيقته الفنانة الحاجة نجاح سلام
يلقي كلمة بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس تلفزيون لبنان الـ 80
يسلم بعض المكرمين بميدالية نجاح سلام