بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 حزيران 2022 12:00ص عبدالرحيم كمال مؤلّف مسلسل «جزيرة غمام» لـ«اللواء»: «جزيرة غمام وغيرها من أعمالي هي بوح شخصي منّي للجمهور»

الكاتب عبدالرحيم كمال الكاتب عبدالرحيم كمال
حجم الخط
شهد مسلسل «جزيرة غمام» الذي يُعرض على الشاشات 2022 تطورات درامية ذات مغزى عميق وفلسفي لا يخلو من رمزيات لواقع تاريخي يعيد نفسه، وهو من تأليف الكاتب «عبدالرحيم كمال» وللمخرج «حسين المنباوي» وهو من بطولة مي عز الدين وطارق لطفي وفتحي عبدالوهاب وغيرهم، ممن أبدعوا في أدوارهم المنبثقة عن رؤية «عبدالرحيم كمال» وواقعه الذي يصنعه خياله، لنرى العالم الكبير من خلال العالم الصغير، وهو جزيرة غمام التي يحاول فيها شعب «طرح البحر» التغلغل في داخل الجزيرة وناسها، ليفرض وجوده في الجزيرة التي تحيا كشعب متماسك يعيش على صيد الأسماك، ويخلق الخلافات والدسائس والفتن التي تؤدّي للأذيّة، ليحقق في وجوده ضمانات البقاء على أرض جزيرة فيها الشيخ الذي سلّم سبحته للصوفي عرفات قبل أن يموت، والتي تمثّل إيمانيات لا تحتاج للتشدّد أو للخرافات، وما بين أولاد الشيخ مدين تبقى علامات التعجب مفتوحة في المسلسل لنصل الى النهايات. فهل الواقع الذي يصنعه الخيال هو قصة محبوكة من تاريخ يعيد نفسه طرحه المؤلف «عبدالرحيم كمال» في مسلسل درامي يترك ألف علامة سؤال في كل حلقة؟ أم أن الذاكرة الإنسانية مشحونة بالكثير من الحكايا التي تشبه قصة «جزيرة غمام» بكل أفرادها من قصة سندس القتيلة وحكم الله بمن ينتهكون الأعراض ويقتلون ويفسدون في الأرض؟ الى قصة أولاد مدين والإرث بينهم وتحوّلاتهم من المتشدّد الى الصوفي، فالممارس للشعوذات أو ما يظن الناس انه يقرّب البعيد ويؤمّن الزواج للفتيات وفي كل هذا رؤية واحدة هي التاريخ عندما يعيد نفسه على الأرض ولكن برؤى مختلفة. ومع كاتب مسلسل «جزيرة غمام» أجرينا هذا الحوار:
{ عبدالرحيم كمال بين ذاكرته والخيال، هل التوق للحقيقة هو ما تكتبه؟
- الخيال هو ملاذي للحفاظ على ذاكرتي التي تجيب على أسئلتي الوجودية المُلحّة.
{ رصيد كبير من قصة ورواية وأعمال درامية لكل منها رسالة، هل أنت راضٍ عن ذلك؟ وما هي الرسالة التي لم تظهرها بعد؟
- أنا رسالتي ومنهجي ومشروعي هو الحب أراه حلّاً للفرد والمجتمع ولكل شيء، وأطمح إليه وأسعى إليه في كل أعمالي كأنه خلاصي الحقيقي.
{ واقع يصنعه الخيال والزمن 1977 والحدث زيارة أنور السادات لمدينة القصير وبين هلالين جزيرة أولاد عرفات، هل بنيت رؤية ما حدث لما سيحدث؟
- التاريخ يعيد نفسه، الخديوي عباس حلمي كان محبّاً للمصريين وخرج من البلاد كارها، والسادات كان محبّاً للمصريين وقتلته القوى المتشددة وبينهما «جزيرة غمام» هي الوطن ورمزيته وما جرى له وفيه. أنا دائما أرى التاريخ حيّ يُرزق على الدوام يعيد نفسه ويلدها مرات ومرات، وأرى في الخيال مجالا خصباً لا تعديل التاريخ ولكن ربما لتصحيح ألوانه.
{ رواية «جزيرة غمام» كيف يمكن للمرء أن ينتظر بالفعل دون أن يتخيّل ما ينتظره؟ هل تريدنا أن نتخيّل ما ينتظرنا؟
- «جزيرة غمام» وغيرها من أعمالي هي بوح شخصي مني للجمهور، أنا أتخيّل وهم يتخيّلون معي حتى نصل لنقطة نور إيجابية معا.
{ رؤية صوفية وغرز للمحبة ولقوة البصيرة والتحليل بمغزاه المبطّن والظاهر من خلال عرفات ما الذي تريد قوله درامياً؟
- عرفات طاقة إيجابية لك. نذكر كلمة صوفية لكنه الطاقة الإيجابية والمعاني المنشودة وحيرة الإنسان وعظمته التي تكمن حتى في نقائصه. عرفات ليس شيخاً صوفياً لكنه رجل اتخذ الحب منهجاً وراح يبشّر به الأطفال والمساكين والسمّاكين وحتى الحطابين من أجل تخليص روحهم من أغراض الدنيا وأمراضها