بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2021 12:00ص غياب الصوت الثقافي

حجم الخط
وسط المعمعة السياسية الحاصلة في البلد، ومع كل هذه الحوارات الساخنة التي تتمحور حول ما يراد من «مرتا» وهو واحد نلاحظ غياب شبه كامل أو كامل للصوت الثقافي التي يفترض به أن يكون حاضراً في أزمة تكاد تتعلق بمصير الوطن وكيانته.

فبإستثناء بعض الغمز واللمز الذي نقرأه على وسائل التواصل هناك غياب شبه كامل لهذا الصوت الذي لم يحضر الآن فمتى يحضر؟!..

قبل اشتداد الأزمة كانت حوارات المقاهي بين المثقفين تكاد أصواتها تصل إلى الشارع لتعددها وارتفاع صوتها.

فجأة وعندما حان وقت دخولها الهادئ إلى المعمعة الساخنة، بات على أفواهها ما يشبه كاتم الصوت (فلا حس ولا أنس)..

للثقافة والفكر دور أساسي في كل ما يجري حتى ولو تعددت أصوات هذه الثقافة وتعددت انتماءات أصحابها لكن واجبها الوطني يفرض عليها الإضاءة على ما يجري في المجال السياسي خاصة إذا كان ما يجري يتعلق بالمستقبل والمصير..

أم ان الاهتمام بالشخصاني والمشاعر الدفينة هي أهم من مصير البلاد والعباد؟!..

أين الندوات حتى ولو كانت (أون لاين) تبحث وتضيء وتدلّ على الطريق الصواب لمن يدورون في حلقات مفرغة تبدأ ولا تنتهي وتبدو كطحن الماء في الجرن..

أين اللقاءات التي تغوص في عمق المشاكل وتحاول إيجاد الحلول لها؟!..

وهل باتت الثقافة مجرّد تغزّل بعيون الحبيبة والتآسي والتلوّع؟!!...

أليس لها من دور خلال هذه الدوامة؟.. هل بات الفكر في سبات؟..

وما ينطبق على ساحتنا يشمل الوضع العربي برمّته (وما ساواك لنفسه ما ظلمك) فالعالم العربي بمجمله يُعاني من نضوب فكري وهشاشة ثقافية وليس ذلك بفعل دون فاعل.