بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2022 12:00ص في النجاح والقيادة

حجم الخط
النجاح في المدرسة غيره في الحياة، والنجاح في الحياة غيره أمام حكم الضمير وحكم الديّان الذي ينبغي أن نستصبح في سبل الهدى بضيائه.
ولكن، ما من توصيف دقيق للنجاح ولا يسعنا أن تحدده.في مقدورنا أن نحياه الى حد ما. وقد يؤازر بارئ الأكوان الإنسان في نجاحه عندما ينظم حياته بحيث لا يحتاج الى أن ينجح في أن يسعد بذلك.
ان المرء المغتبط بنجاحه أو المكتئب من إخفاقه، ما زال كائنا ماديا تتحرّك في ثماره دودة ما. ولا فعل يزعج في العالم كالسعي وراء الشهرة. لا شيء يخفق كالنجاح لأننا لا تتعلّم منه. قد نتعلّم من الإخفاق ليس إلّا. والقائد الحقيقي هو من تحلّى بفطنة تمكّنه من رؤية خطوات أمامه جديدة ممكنة، وبشجاعة باختيارنا وقدرة التمييز لقياس نتائجها. النجاح كثيرا ما يجعل البشر متصلبين فيميلون الى إيثار الاستقرار على أية فضيلة؛ لقد أرهقهم العمل الإرادي فأمسوا متشددين في تحفّظهم.
الوطن جغرافيا نقرر الالتصاق بتاريخها مهما تبيّن مفجعا لأننا شهود حب وتسامح. فمتى نرتضيه على ردائته من أجل صمدية الله وكرامة الإنسان؟ متى ندرك ان الله الذي نذكره ليل نهار لا يتجلّى لنا إلا بالتعب والصبر حتى المنتهى عبر إنسان بات من الضروري أن نحدد معالمه ونستقرئ مجاهله، ريثما يأتي متجدّدا يتسع لحرية الجميع؟ متى ندرك ان الإنسان الناجح هو الإنسان الذي يكون عادة القيام بأعمال لا يحب الإنسان المخفق القيام بها؟ اننا نحقق جزءا من نجاحاتنا الفعلية عندما نتربّى على القيام بواجباتنا لأنها واجباتنا. فهل تظل هذه الأفكار البديهية مطوية دون سوادنا الأعظم؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه