بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2019 06:51ص في ذكرى رحيل العندليب: "نبتدي منين الحكاية"؟

حجم الخط
الورقة الأخيرة من روزنامة شهر مارس سقطت، ورحل معها صاحبُ الصوت الماسيّ الحالم، العندليب الاسمر "عبد الحليم حافظ".

مضى اثنان واربعون عامًا على رحيله، ومازال الحاضر الغائب ينسج حكايةَ حبٍّ غير قابلة للنسيان! غنّى للربيع حبًّا، للوطن نصرًا، وللمستقبل أملًا، كيف لا، وهو الذي صنع وجدانَ جيلٍ بأسره.

على الرغم انّ اجيالًا شابة لم تعاصر "حليم" الّا انها رشّحته ليكونَ مطربَها الاول، ما يؤكده ثباتُ ارقام مبيعات البوماته والاستفتاءات الجماهيرية التي تتكرر كلَّ عام مع حلول ذكرى رحيله.

"عبد الحليم" صاحب الاداء المستقيم الذي لا يعرف التلوين ولا الزخرفة الصوتية، تمتّع بحسٍّ موسيقيّ مرهف، واشتهر بضبطه للنغم والايقاع وتذوُّق الجديد من الالحان، فهو الذي رافق آلام الشعب المصري وآمالهم.
وعلى الرغم انّه ندم على تقديمه اغنيتَه الاخيرة " قارئة الفنجان" بسبب مضمونها المتشائم، الّا انه ترك ارثًا غنائيًا كبيرًا : "صافيني مرة"، "على قدّ الشوق"، "حاول تفتكرني"،مدّاح القمر"، اي دمعة حزن"، سوّاح، زي الهوا،" نبتدي منين الحكاية"، وغيرهم متعاونًا مع كبار الملحنين امثال الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، كمال الطويل، اضافة الى تعاونه مع كبار الشعراء امثال نزار قباني، كامل الشناوي،صلاح جاهين.

إنه مطرب الثورة هكذا سُمي، وخصوصًا عندما غنّى "نشيد العهد الجديد".

أفلامه السينمائية وصلت الى ذروة الميلودراما لاسيما في فيلمه الشهير الخطايا. في رصيد "العندليب" الفنيّ، ١٦ فيلمًا من النوع الرومنسي، " ايامنا الحلوة"، ليالي الحب"،" موعد غرام"، الوسادة الخالية وصولًا الى فيلمه الاخير "أبي فوق الشجرة"، مع العندليبة الشقراء ،كما كان يلقّبها، الفنانة القديرة " ناديا لطفي".

عذوبة اغانيه جعلت الجماهير تنسى معاناته، هو الذي وُلد في دائرة من الآلام وصاحبه مرض البلهارسيا منذ طفولته ما ادى الى تليّف الكبد، وشعر به عام ١٩٥٦ عندما اصيب باول نزيف في المعدة، الى ان قضى عليه في لندن عام ١٩٧٧.

"العندليب الاسمر" اوصى ان تظلّ شقته امام حديقة الاسماك في حي الزمالك مفتوحة امام معجبيه،
وهكذا بقيت "الوسادة الخالية" تخبر اجمل حكاية حبّ وكفاح، حكاية شعب ومعاناة في مكانٍ لا تنتهي فيه الحكاية.....