بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2019 12:00ص «قبرصلي In love» على خشبة «مترو المدينة» بنجاح إستثنائي

«هشام جابر» فنان الدهشة يدير الجمهور على هواه...

حجم الخط
عمل إثر عمل، ونشاط إثر آخر يُؤكّد الفنان «هشام جابر» تميزه وخصوصيته مع نسبة عالية من الابتكارات، من خلال مسرحه: «مترو المدينة» على مدى عدّة سنوات وصولاً إلى الأمس القريب، حيث باشر عمله الجديد: (قبرصلي In love) حول شخصية «روبرتو قبرصلي» التي إبتكرها عام 2008 وبنى عليها ومن خلالها العديد من المواقف والإسقاطات.
الخميس في 13 آذار/مارس الجاري أقيم حفل الإفتتاح. كان الحشد كبيراً، ومعظم الموجودين عرفوا الشخصية قبلاً وأحبوها، وهم ينتظرون منها قراءة ساخرة لا هوادة فيها، لمعظم الأوضاع التي نعاني منها في يومياتنا.
يطل «هشام» بهدوء ورصانة ثم يتحوّل إلى صاحب حركات إنسجاماً مع موضوعه الذي يتفرغ من السياسة إلى المجتمع إلى الإقتصاد، إلى الوطن، ويتوج هذا المناخ بالعاطفة وبالجنس، وتكون له إسهامات بالغة الدقة. وتستند إلى واقع ليس مختلفاً حوله، مما جعل كل آرائه في الشخصيات والزعامات والحيثيات، إنعكاساً لقناعات شعبية راسخة لا مجال للنقاش فيها.
وحده على الخشبة (وان مان شو)، «ستاند أب كوميدي»، لكنه يملأ فضاء المكان بموهبة فذة، وذكاء خاص، يحسن معه مداعبة عقول وغرائز الحضور مستغلاً حجم الصالة الصغير الذي يتيح له سماع حتى همس الرواد، مما يتيح له مخاطبتهم مباشرة، رداً عليهم، أو محاكاة لهم لا فرق.
جال هشام على شخصيات غير محدودة، إنتقد وغمز من قناة كثيرين كان الجميع معه فيما ذهب إليه، وطالما أن موضوعه هو الحب أراد توصيل رسالة لا مواربة ولا تردّد فيها قالها مباشرة، إسمها الفج والذي لا نستطيع ذكره هنا. دعا النّاس لأن تعيش الحب في كل وقت، وعلى مزاجها دونما إنتظار أي موقف أو مناسبة، أراد أن يعالج كل مساوئ ومصائب وسلبيات يومياتنا بالحب، أن نتغلغل فيه، ونحيا به ونمارسه من دون أي نقاش.
والواقع أن لحواره مع الصالة طعم خاص. داعب الكثيرات والكثيرين، ردّ على الضحكات المتميزة، وطرح أسئلة على نساء ورجال، كيف كان التعارف ومتى وكيف كان خطب الود، ثم طلب اليد ثم الحياة العاطفية بينهما، مخترعاً طبيباً مساعداً مهمته بلوغ مكان المعني بالحديث لكي يسلمه الميكروفون ويتعرف عليه وكأنما عليه تأمين شهادة التعرف والتعارف، تمهيداً لتشخيص حالته.
وهكذا إنشغلت الصالة بأجواء من البهجة والحوارات المباشرة والصريحة، مع بهارات من العبارات الغامقة، لكنها كانت تعبر، لأنها لم تكن مقصودة ككلمات، بل المقصود منها معناها ومؤداها الإنساني الميداني.
نعم غرقت الصالة في حالة من الضحك، والتعابير المختلفة التي تعبر عن مناخ الإلفة والانسجام مع الخشبة، وسيدها في هذه الليلة «روبرتو قبرصلي»، حيث تصرف «هشام» هنا كخبير ناصح وصاحب خبرة في مجال العاطفة وها هو يقدمها للحضور مجاناً حتى يكونوا على بينة مما لا يعلمون في مجال العاطفة و«تبادل الحب أو الإحساس به، والأجمل هنا هو توصيف «قبرصلي» لكل حالات الغرام وتبادله بأسلوب مباشر، قالها عبارات كما هي، ونالت كلها رضى الحضور حتى لم تستكن الضحكات ولا لحظة منذ أطل إلى حين إنسحابه مودعاً.
لا شك في أن هذا الفنان حالة خاصة، مبتكر، يتعامل بدقة مع إيقاع الصالة، بدا سالباً أدمغة الحضور، يذهبون معه كيفما أخذه الحديث، المهم أن لا يرتاح أحد في مقعده، وحين هنأناه على هذا الحب والتقدير والانسجام من الجماهير وافقنا أن نوع الجمهور هو الذي يُحدّد كيفية التعامل معه، فلا يستطيع أي فنان التغريد لوحده في فضاء بينما الجمهور في كوكب آخر.
(قبرصلي Inlove) على خشبة «مترو المدينة» فرح خاص، وإضافة نوعية إلى برمجة هذا المسرح التي إستطاعت الاختلاف عن السائد والنجاح في كل ما تقدمه، ألف تحية.