بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 أيلول 2022 12:00ص قراءة في شخصية د. عبدالرؤوف سنو.. قوي بقلمه وبجرأته وبتجاربه المتراكمة

د. عبدالرؤوف سنو د. عبدالرؤوف سنو
حجم الخط
هذه الكلمات ليست شهادة في الزميل الحبيب الدكتور عبد الرؤوف سنو ، إنما هي قراءة في شخصية إنسان متميز ومتفرد ، قراءة تحار وانت تكتب هل تعكس فيها صورة الأحاسيس التي يدعمها التجريب،ام صورة التجريب المتكىء على شحنة الأحاسيس فائقة الصدق والأصالة؟
عبد الرؤوف سنو دخل من باب خرج منه مثقفو هذا الوطن بغالبيتهم ، دخل هذا الباب بقوة الهواجس التي تسكنه، والتي تشكل بمجملها وحدة موضوعية تمردت على الازدواجية والغيرية،لتكون هاجسا واحدا،هو هاجس الوطن والوطنية وقضايا الشأن العام. 
هذا العنوان تستظله هواجس أخرى لا تكاد تخرج ابدا عن هاجس الزمان والمكان، ولا تحيد عن هاجس الثقافة والسياسة.
عبد الرؤوف سنو تجده كل ما دفع به الزمان خارج هذا الباب تجده يعيد دخوله وكأنه يدخله للمرة الأولى، بل تخال لحظة هذا الدخول المتكرر كأنها لحظة دخوله الأولى، لأن هذه اللحظة غدت عنده هي الوطن والأرض اللذان يصعب اقتلاعه منهما.
إذا حالفك الحظ وكنت بجانبه ستشعر بهذا التمزق الحنون،الهادئ، الغريب،يحلل ويفكر ويغرق في طلب الكمال لأنه عنده هو الدين والإيمان، هذا الكمال الذي لم يعد مرغوبا ولم يعد عند الكثيرين سوى دلالات معقلنة  بالاطار الشكلي ،هذا الإطار هو الواقع المتكاذب الذي ليس من عالم د. سنو، والذي غدت كل الاحتفالات فيه احتفاليات للخيبة والانكسار. 
كل أنواع الخبر صارت واحدة لكل مبتدأ لأي موضوع انتمى، أنواع هذا الخبر هي التي انهت رحلة المثقفين الكيانية في وطننا لبنان.هذا اللبناني هو مكان عبد الرؤوف سنو، هو مكان انكساره وانتصاره،فهل يستطيع أن يفصل له زمانا غير هذا الزمان؟.
هذه هي مشكلة د. سنو غير المعلنة والتي تختبئ في ثنايا نتاجه الفكري المميز والعالمي،وتفصح عنه ارتباطاته الإنسانية  ونشاطاته وتوجهاته العملية،هذه هي المشكلة التي تروي قصة روح لا بافتقارها إلى الحول والقوة؟فعبد الرؤوف سنو ليس صوفيا ولا قدريا،يعجزك وصف قدراته وتصميمه وإخلاصه لارادته ولرغبته عالية القيمة،هو يملك من العزم والبراعة والابتكار ما يجعله خليقا بأن يجعل منه رائدا على المستوى الوطني والفكري والأكاديمي والصداقة والصحبة الراقية.
عبد الرؤوف سنو قوي بقلمه بجرأته وتجاربه المتراكمة وترفعه عن أية مصلحة أو منفعة شخصية من اي نوع ،قوي باعتداده بنفسه وناسه وبمكانته في بيئة الأكاديميين المميزين، هو مرتبط بكل ذلك وهو جزء من شخصيته ووجوده الذي يربطه بالحياة ارتباطا وجوديا ويشده اليه ولا طموح له خارج هذه الكيانية المتميزة المتكاملة ،.
فعسى أن لا تكون سنبلته عصا جوفاء وعسى أن يكون مطره دافئا. 

مستشارة رئيس الجامعة لشؤون كلية الدراسات الإسلامية