من يصدّق يا لبنان انهم أوصلوك لحافة الانهيار من البلاء
من يصدّق انه لا يمرّ عليك يوم أيها الغالي دون اعتداء
من يصدّق أن تاج الأوطان كلها في الشرق يصاب بالوباء
وباء الخيانة الوطنية وباء الأيادي الأثيمة ذبحته بلا عناء
من يصدّق انه يُباع ويُشترى بأبخس الأثمان أو هباء
ابكي في داخلي حسرة وألما.. واجترّ البكاء بالبكاء
هل سيصبح الدمع قافيتي وأكتب كلمات فقط للرثاء
من أعمال ولا في الخيال يندّى لها وجه الزمان من الحياء
هل أصبحت جروح الوطن لا تنتهي وحرام عليها الشفاء
أجمل الأوطان لا تنهض طالما هناك عيون الدخلاء
لبنان لا تبكي فأنت لست الحقير بل هم الأبناء
ابناؤك الذين باعوك من أجل الغير وكانوا لهم عملاء
یا رب اسلخ الضلال وطهّر القلوب من أوساخ القذاء(1)
يا رب طهّر أدران الضلال وإخراج الدخيل الحية الرقطاء
من يصدّق أن الجوع اقتحم معظم البيوت صاروا بالعراء
وأراه يزداد يوما بعد يوم جوعا فتختلط الدموع مع الدماء
یا أعداء الوطن ما المجد الذي تسعون إليه ولماذا الافتراء
هل تكونوا بعد التهجير والتدمير والتعتير سعداء
لا.. لا لا أصدّق أن نصل الى هذه الدرجة من الغباء
كيف اصلاح قلوب فيها قروح وندوب ونفوس عوراء
أین المروءات التي عاشت مع الماضي صارت بخاراً في الهواء
حتى العملة اللبنانية والتي كانت ذات قيمة وغلاء
الأيادي المجرمة والقلوب النكرة أماتتها أقيموا لها العزاء
لا محال لا تقيموا العزاء سيعود لبنان إذا الله تعالى شاء
انه اليوم في غيبوبة لا بد له من معالجة أكبر الأطباء
أطباء الأخلاق والضمير الحي للوطن وحكمة الحكماء
(1) القذاء: وسخ العين