بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2020 12:00ص قوة التكوين الفني في أعمال الفنان ألو انكوفا

من أعماله من أعماله
حجم الخط
يستوحي الفنان «ألو انكوفا» (Allou Ankouffa) رسوماته من الفن التقليدي لشعوب سينوفو (ساحل العاج) باحثا عن الحرية أو الأحرى التحرر من القيود القاسية على الإنسان، وهو من أصل فلسطيني مولود في «كوت ديفوار» يستمدّ من قوة التكوين الفني رؤيته التشكيلية، بتوازن يتميّز بتكرار الإيحاء للربط بين عوالم الروح والعوالم الإنسانية، وما بين الداخل والخارج تزداد حركة خطوطه أو الأحرى خيوطه التي تشبه المتاهات الحياتية التي يسلكها الفرد تبعا لإيمانه المدرك أن الفن هو القدرة الخفية التي تبرز قدرات الفنان وتساعده على ترجمة أحاسيسه، مستخدماً الألوان الحارة أو تلك النارية التي تمثل الكائن الحي في توجهاته، وبفلسفة الإصرار على العيش، والمثابرة مع التكرار المجازي ما بين الخطوط والتجربة الإنسانية، مما يعزز الفهم البصري وبجمالية واعية ذات تصوّرات نابعة من الثقافة الفنية الأفريقية، وقوة الحياة بعيداً عن أي تغييرات تعكس ما استخلصه من تجارب تتفاقم معها الألوان والخطوط، وبخربشات منظمة تنظيما لا نهايات لها، لتمثيل الإستمرارية ومعناها من خلال الفن. فهل قوة التكوين الفني هي إبراز قوة الحياة مع قوة الخطوط وتعرجاتها، بل وجعلها تبدو نافرة وفق الانماط التشكيلية التقليدية للفن الأفريقي؟

تتنوّع مستويات الألوان في أعمال الفنان «ألو انكوفا» كما تتناقض الخطوط والتفافاتها، ولكنها محسوسة مع الحفاظ على المزيج المتخيّل ما بين الليونة والقساوة، ليربط بين العقلانية والوجدانية، وبين المرئي وغير المرئي، وبتقنيات ينبثق عنها تعرجات وتكسرات بمعنى الحفاظ على أنواع الخطوط ما بين لولبي ومتكسر، ومنحني ومستقيم، وعامودي وأفقي ودائري وما إلى ذلك.. لخلق مجازيات تتواءم مع الحياة وتنوّعها ضمن رحلة الإنسان نفسه ومشواره الحياتي والصعوبات التي يذللها، لتكوين صورة ما من تحرر فيها، ولكن البحث عن الحرية رغم صعوبة المسارات أو الخطوط التي يكثفها وتوحي بالثقافة الأفريقية المعاصرة، والألوان المختلفة التي ما زالت تتشابك، إلا أنها تتوهج بالقدرة على البقاء والحفاظ على جمالية الحياة وأسطحها المستوية مع إظهار العمق اللوني كالأحمر والأسود، والمزج بينهما وفق ألوان الإنسان كالأبيض والأسود والمساواة ما بينهما، وإن طغت الألوان على بعضها البعض إلا ان لها استمرارية لا نهاية لها. فهل مجازية الخطوط تمثل مفارقات الألوان وتناقضها في أعمال الفنان ألو أنكوفا؟

تجذب الخطوط في أعمال انكوفا الحواس، وبسحر بصري يتوجه بنشاط الألوان الحارة مع نظام الخطوط التي تساهم في بث الايحاءات المختلفة، وبتأملات رمزية تعيدنا إلى الفن الأفريقي تحديداً، ولكن بأسلوب يجمع ما بين الثقافات الأخرى، وباعتدال مع فكرة الحرية والمساواة والقيود التي ما زالت تحكم الإنسان في الحياة، وتشكّل نوعا من الحماية خاصة للمرأة التي لها النصيب الأكبر في رسوماته خاصة تلك غير المرئية (الإيحائية) أو الصامتة، التي تشكّل مركز الانعكاس الفني في أعماله ومجازياتها، وبنظام جمالي يرتكز على قدراته الخاصة في تشكيل الخطوط أو المادة التي يستخدمها في التشكيل، وكيفية تصوّراته والسمات الأساسية التي يرتكز عليها، لخلق علاقات القوة والضعف، والربط بينهما ضمن المفهوم الفني الذي يتطلب خلق تشعبات مختلفة، لإبراز الفكرة أو ما يستهويه، أو ربما هي مخزون اللاوعي المبني على الإبداع الفطري في الفن، لكن ضمن معايير عالم الفن، لتشذيب الخطوط والألوان، ووضعها أمام المتلقي لاستكشاف القدرات البصرية التي تنبثق عنها فكرة الفنون المعاصرة وتحدّيات الفنان بالحفاظ على المنظور المحلي أو التمسّك بأسس الفن الأفريقي المعاصر.