بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2018 12:03ص لا جائزة نوبل للأدب هذا العام من اللجنة الأصيلة وجائزة بديلة لأكاديميين سويديين في 14 الجاري..

حجم الخط
الفساد طال أعلى وأهم سلطة جوائز في العالم: جائزة نوبل، وتحديداً في مجال الأدب، بفعل فضيحة تحت مسمّى التحرش الجنسي من قبل مصور متزوج من إحدى عضوات الأكاديمية وتحديداً في اللجنة المانحة لجائزة الأدب، الذي دانته محكمة سويدية بالإعتداء الجنسي على 22 إمرأة، وهو أمر دفع الزوجة إلى تقديم إستقالتها، وتبعها في ذلك 6 أعضاء مما أوجد خللاً في التوازن داخل اللجنة تدخلت على إثره اللجنة العليا للأكاديمية وأعلنت حجب جائزة نوبل للأدب للعام 2018، لأن حكم من تبقّى من الأعضاء ليس كافياً.
هذا الإعلان هو الأول من نوعه على مدى 70 عاماً في هذا المجال. وقد أحدث ضجةً عارمة في أنحاء العالم مع ردود فعل بالغة السلبية من قبل كبار الكتاب بدءاً بالسويد وإنتهاء بالذين يعيشون على هامش العالم، والكل أبدوا أسفهم لما آلت إليه حيثيات الجائزة التي يحترمها العالم ويحلم بها كل كاتب محترم في أرجاء الدنيا، ومع حصول هذه الفضيحة إهتزّت الثقة بالجائزة وحياديتها، إستناداً إلى ما أسفرت عنه التحقيقات من صفقات كانت تتم من خلال تلك العلاقات والتي تتكشف فصولها تباعاً وبشكل دراماتيكي مهين ومحزن.
هذا المناخ تلقفه عدد من كبار الأكاديميين السويديين، فتداعوا إلى لقاء موسع أسفر عن تشكيل لجنة بديلة عن الأصيلة قارب عدد أعضائها المئة أعلنوا أنهم سيمارسون دور اللجنة الأصيلة لنوبل من دون تكليف من أحد، بحيث تبقى الأمور على حالها وتمنع حصول صدمات، وسيُعلنون إسم الفائز بجائزة نوبل للأدب في مؤتمر صحفي يُعقد في 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، على أن يتسلم الفائز جائزته في حفل رسمي يقام في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل من دون أي تغيير في الصورة المعروفة بإستثناء أن اللجنة المانحة للجائزة ليست تلك المعروفة والتي إعتادت عاماً بعد عام على الترشيح وإعلان الفائز، كما أن الجائزة المادية ستكون قيمتها حوالى 91 ألف دولار أي ثلث المبلغ تقريباً الذي إعتادت اللجنة الأصيلة منحه للفائز، وهو مقدّم من عدد من رجال الأعمال الغيارى على صورة الجائزة وبلدهم في الوقت نفسه. 
هذا المناخ أعاد خلط الأوراق بالنسبة لكل المنابر المهرجانية في العالم، خصوصاً تلك التي لا يرقى إلى حيثياتها ونتائجها أي شك، ويذهب تفكيرنا إلى الـ «مان بوكر» العالمية للرواية، وكذلك إلى جائزة «غوتة» التي نالها مؤخراً الشاعر العربي السوري «أدونيس» وقيمتها 50 ألف يورو، هذا عدا عن العديد من الجوائز الممنوحة من جهات دولية مختلفة والتي لم تعد خارج الشك بعدما تساقطت أوراق تين عديدة عن الهيئات الناظمة لهذه المرجعيات والمنابر.
هنا تبدو عدوى الفن ظاهرة على الثقافة، فبعد كل ما إعترى الحملة على الفنانين المتحرشين جنسياً في هوليوود ها هي الصورة تتمدد إلى الأدب وتضربه على رأسه عبر أهم منابره : «جائزة نوبل للأدب» التي وضعت نفسها منذ أشهر في موقع المتهم غير القادر على الدفاع عن نفسه في خضم حملة نادرة في كثافتها وقوتها على الجائزة، وليس خاطئاً القول إن العيون مفتوحة بالكامل على أخذ الموقع والقيمة والوزن من «نوبل» لصالح جوائز أخرى في العالم تتقدمها الـ «مان بوكر» حتى لو أعلن القيمون عليها براءتهم من الدم المسفوك فوق المنبر السويدي العريق.
الضربة قوية على رأس «نوبل» وليس واضحاً أي منحىً ستأخذه الأمور لاحقاً بشأن باقي فروع الجائزة في مجالات العلم والسلام وخلافهما.