ثقافة

يا أصحاب الضمير الميت الى متى هذا العذاب والقهر 

يا أصحاب القلوب القاسية المتحجّرة حتى أقسى من الحجر

يا أصحاب النفوس الرديئة والأعمال البذيئة بالجهر

يا من لا تعرفون معنى الرحمة ولا تخشون القادر المقتدر

كل مسؤول يتهرّب من مسؤوليته والشعب يعيش الفقر

والوطن الغالي محطّم أشلاء واليوم هو في خطر

لا يهم إذا الشعب يعيش كالميت من حياة نارها سقر

أوصلونا الى أكثر من ذلك وصولاً للغاية والوطر

ما همّهم سوى مناصباً يريدونها آملين منها الظفر

والشعب يقاسي الأمرّين منهم من ترك الوطن للهجر

ومنهم من بقي في وطنه رافضاً ترك الأرض للسفر

رغم عيشه في وطنه يحرق القلوب بما فيها من كدر

جميع عناصر الحياة مفقودة وكل ما فيها ناقص أبتر

حتى المستشفيات صارت غير مؤهّلة كل ما فيها انحدر

انحدر للدرك الأسفل حتى الدواء لمريض يعاني من ضرر

وهم في بروجهم العالية ما زالوا يعزفون على ذات الوتر

كل يريد غايته بغير حق ولا عبرة ولا من اعتبر

والفقر المدقع يجعل الجوعان يأكل من الأرض الوضر(1)

يا عديمي الضمير ألا تخافون من يوم دفنكم في القبر

من يوم لا بدّ آتٍ يوم الحساب أيها الجهّال الغمر(2)

ترى هل ستشفع لكم مناصبكم وحمايتكم لكم الأوفر

ارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء العليّ الأكبر

1) الوضر: الأوساخ

2) الغمر: الجاهل الأبله