بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2021 12:00ص لعبة الـ «آخ»

حجم الخط
سرد الحكايا أحياناً يطابق الواقع وربما هذا هو مبرر وجودها ففيها الحكمة والعبرة واكتساب الخبرة لمجابهة مشاكل الحياة وعوائقها..

يقال ان أحدهم سأل أحد «العناترة»: ما سر قوتك؟ فلم يرد أن يجيبه كلامياً بل عملياً فقال له:

- سأضع أصبعي في فمك وتضع أصبعك في فمي ونعضُّ بكل قوتنا ثم لنكتشف من الذي يقول «آخ» قبل الآخر.

وهذا ما حصل وراحا يعضّان كل منهما بكل قوته، وما هي إلا هنيهة إلا وصرخ السائل: آخ.. فتوقفا.

فقال له المتعنتر: هل اكتشفت سر قوتي لو لم تقل أنت الـ «آخ» لقلتها أنا..

هو واقعنا السياسي بالضبط..

عضٌّ على الأصابع بانتظار من يقول «آخ» قبل الآخر..

هذا إذا أحسّ بالألم المفرط أو أوحي له «لا فرق»..

لكن المشكلة الحقيقية ليست في هذه المبارزة التي كانت وما زالت ممجوجة وحتى مقززة.

ان الـ «آخ» قبل أن يقولها أحدهما يقولها شعب بأكمله..

وهما نتيجة الانهاك في العض وانتظار النتيجة باتوا صمّ بكمٌ لا يسمعون صراخ الجياع والمرضى والمحتاجين ممن ليسوا معنيين بعملية العض أساساًً بل همّهم تحمّل أرزاء الحياة بأقل خسائر ممكنة.

ويستغرب البعض كيف وصلنا إلى القاع بهذه السرعة الانزلاقية يربطون الأسباب بالسياسات على أنواعها: سياسية واقتصادية واجتماعية إلخ..

لكن الحقيقة ان السبب الحقيقي هو العضّ المستمر منذ زمن طويل ولم يكتشف أولي الأمر أو من هم معنيون بالأمر ان لا فائدة من عملية العضّ المكلفة والأفضل كونه السبيل الوحيد للحل هو اعمال العقل للوصول إلى تفاهم يحمي هذا الكيان المسمّى وطناً من انهيار حتمي والتشظي في الجهات الست.

لكن الملتهي بالعضّ يجمّد العقل ليصرف الطاقة على نوعية الشدّ بإيلام الطرف الآخر..

أوقفوا هذه اللعبة التي تشبه (الروليت الروسية) لأن الجميع تحت سقف واحد لهيكل واحد.