بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2023 12:00ص مؤسّسة الفكر العربيّ تشارك في المؤتمر الإقليميّ عن تعلُّم القراءة

هنري العَويط خلال المؤتمر هنري العَويط خلال المؤتمر
حجم الخط
شاركت مؤسّسة الفكر العربيّ، ممثّلةً بمديرها العامّ البروفيسور هنري العَويط، بصفة شريك، في المؤتمر الإقليميّ عن تعلُّم القراءة تحت عنوان «مسار تطوير القرائيّة باللغة العربيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وقد عُقِد المؤتمر الذي نظّمه مركز زاي للغة العربيّة، بالتعاون مع البنك الدوليّ، وبمشاركة عدد من المؤسّسات والهيئات، خلال يومي 22 و23 مايو في حرم جامعة زايد في أبوظبي بالإمارات العربيّة المتّحدة.
ألقى المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربيّ البروفيسور هنري العَويط كلمةً في الجلسة الافتتاحيّة عرض فيها تجارب المؤسّسة وخبراتها وإسهاماتها في مجال تعزيز اللغة العربيّة وتحديث أساليب تعليمها وتعلّمها. واستهلّ د. العَويط كلمته بالتنويه بالتعاون المُثمر والبنّاء بين مؤسّسة الفكر العربيّ وجامعة زايد في تنظيمِ الملتقياتِ التربويّةِ الهادِفةِ إلى الإعلاءِ من شأنِ اللُّغةِ العربيّة، والذي غدا بمثابة «تقليدٍ سنويٍّ نَحرِصُ على إحيائِهِ بانتظام». وقد أشاد د. العَويط بتقرير البنك الدولي بعنوان «النهوض بتعليم اللغة العربيّة وتعلّمها: مسار للحدّ من فقر التعلّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» باعتباره «منظومةً متكاملةً من المفاهيمِ والرؤى التربويّةِ واللّغويّة»، مذكّراً بالتقرير الصادر عن مؤسّسةِ الفكرِ العربيّ في العام 2012 بعنوان «لنَنْهضْ بلغتنا: مشروعٌ لاستشرافِ مستقبلِ اللّغةِ العربيّة»، الذي يندرج «في إطارِ جهود المؤسّسة من أجلِ تعزيزِ اللّغةِ العربيّةِ وتحديثِ طرائقِ تعليمِها وتعلّمِها».
وتحدّث د. العَويط عن مبادرة مؤسّسة الفكرِ العربيّ، في إطارِ مشروعِها «عربي 21» إلى تصميمِ وإنتاجِ «مُبكِّر»، وهي أداةٌ لقياسِ مهاراتِ الأطفالِ القِرائيّةِ في اللّغةِ العربيّة، تُعَدُّ الأولى من نوعِها. وفي هذا الإطار، أكّد أنّ «ما تقومُ به مؤسّسةُ الفكرِ العربيّ على صعيد تعزيز اللّغة العربيّة نابعٌ من إيمانِها العميق بأنَّ لغةَ الضادّ مكوِّنٌ أساسيٌّ في الهُويّةِ العربيّةِ الجامعة، فضلاً عن اقتناعها الرّاسخِ بأبعادها الاقتصاديّة والتنمويّة وبدورِها المحوريّ في نهضةِ العالَمِ العربيّ، «لأنّها لغةٌ حيّةٌ ولغةُ الحياة، وهي لغةُ الماضي والحاضرِ والمستقبل،» على حدّ تعبيره.
من جهتها، أكّدت رئيسة جامعة زايد نورة بنت محمد الكعبي على «التزامنا بالحفاظ على الثقافة والتراث في المنطقة»، مشيرةً إلى أنّ «مسار اللغة العربيّة سيكون ثريّاً وواحداً اذا كانت هناك معايير نتّفق عليها، ويجب أن تكون اللغة العربيّة لغتنا التي نعتزّ بها وأن تكون لغة المستقبل».
في مداخلته، أشار مدير الجامعة الدكتور خليفة مبارك الظاهري أنّ «دولتنا جعلت اللغة العربيّة وتعلّمها مطلباً وشجّعت هذا المطلب من خلال المبادرات الاجتماعيّة وغيرها لإيمانها أنّ اللغة العربيّة هي هويّتنا وبصمتنا الحضاريّة التي تدلّ علينا في هذا العالم».
وقال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فريد بلحاج، أنّه «في عام 2050، أكثر من 300 مليون شابّ سيطرقون أبواب سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهذه طاقة وثروة وإمكانات هائلة لمنطقتنا».
بدوره، أكّد أندرياس بلوم، مدير الممارسات العالميّة في التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي أنّ «النهوض بمحو الأميّة العربيّة مهمّة حاسمة للأنظمة التعليميّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». فيما اعتبر المدير العامّ لقطاع الممارسات العالميّة للتعليم بمجموعة البنك الدولي، خايمي سافيدرا أنّ «القراءة أمر بالغ الأهميّة لأنّها الأرضيّة الأساسيّة التي تُبنى عليها جميع نتائج التعليم».
كما تحدّث المدير العامّ لمؤسّسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، باسم سعد، عن ضرورة «تطوير استراتيجيّة وطنيّة تعكس حقيقة واقعنا لمعالجة المشاكل الجذريّة في ضعف المهارات القرائيّة فضلاً عن التحدّيات التي طرأت بعد جائحة كورونا».
وكانت للسيّدة داكمارا جورجيسكو مداخلة، باسم المكتب الاقليميّ لليونيسكو في بيروت، حول «مرجع ممارسات التعليم والتعلّم» الذي يتألّف من 130 نموذجاً عن الممارسات التعلّمية والتعليميّة المبتكرة والواعدة، وسلّطت الضوء على 20 نموذجاً يتناول محو الأميّة في المنطقة العربيّة.
هذا واستضافت الفعاليّة عدداً من الخبراء والمتخصّصين والأكاديميّين وممثّلي الهيئات الحكوميّة والمنظّمات غير الحكوميّة العاملين في مجال التربية والتعليم. وقد ركّز المؤتمر على السياسات والمقاربات، فضلاً عن الحلول العمليّة للحدّ من فقر التعلّم والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، عرض المؤتمر خبرات المشاركين ومبادراتهم في مجال النهوض باللغة العربيّة وتعزيز القرائيّة، بوصفهم قادةً في قطاع التعليم، وبالتالي يمكن الاستفادة من تجاربهم والبناء عليها.
وقد أفسح المؤتمر المجال أمام تبادل المعرفة والمناقشات حول الأبحاث الحديثة والأمثلة العمليّة للتعليم والتعلّم عالي الجودة، فضلاً عن توفيره منصّةً لواضعي السياسات للاتّفاق على خطوات ملموسة مقبلة لتحسين تعليم اللغة العربيّة وتعلُّمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسوف يعقُبُ المؤتمرَ إجراءاتٌ ستكون متاحةً لإفادة صانعي السياسات ومتّخذي القرار، ولتبادل المعرفة، والتعاون على زيادة الوعي بالقضايا والخيارات، رفعاً لمُخرَجات القرائيّة في المنطقة.