بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آذار 2018 12:04ص «مايا زبيب» مع 4 مسرحيّين من العالم كتبوا رسائل في يوم المسرح

الكلمات تُتلى في 27 الجاري في احتفالية بمقر الأونيسكو بباريس..

حجم الخط
في السابع والعشرين من آذار/ مارس الجاري يحتفل العالم بيوم المسرح العالمي في مقر منظمة اليونيسكو في باريس حيث يتم الاستماع هذا العام لخمسة مسرحيين من العالم يمثلون عدّة قارات بينهم اللبنانية «مايا زبيب» (من مؤسسي فرقة زقاق المسرحية) ومعها: الهندي أم غوبال باجاج (ممثلاً آسيا والمحيط الهادي) والبريطاني سيمون مكبورني (ممثلاً أوروبا) المكسيكية سابينانير من (عن الاميركيتين) و«وري ميكنغ» (من ساحل العاج).
حضور لبنان في مجموعة الأسماء الخمسة يبشر بالخير، خصوصاً وان الاحتفالية التي تقام منذ العام 1961 سبق وطلبت من قامات فنية مسرحية كبيرة صياغة رسائل تلقى بالمناسبة ومنهم: آرثر ميلر، يوجين يونيسكو، بيتر بروك، جان كوكتو، جودي دانش، جان مالكوفيتش، بايلو نيرودا، موريس بيجار، لورانس أوليفيه، لتشينو قيسكوفتي، أما الغرب فكانوا جد سعداء حيث اختير أحد كتابهم الكبار «سعد الله ونوس» لكتابة رسالة بالمناسبة.
اللبنانية «زبيب» كتبت نصاً بالانكليزية قالت في مستهله: بانها دعوة الأفراد كي يعبروا جماعة ليتبادلوا الأفكار ويتصوروا سبل تحمل أعباء الأفعال الضرورية، كي يستعينوا بنا في روابطهم الإنسانية ويجدوا أوجه التشابه بينهم بدلاً من الاختلاف ها هنا يكمن سحر المسرح حيث تستعيد المحاكاة خصائصها القديمة. واعتبرت أن «هذا التواجد هنا والآن يُشكّل فعل حب» ثم شرحت: اليوم أصبحت السرعة في تلقي المعلومة أهم بكثير من المعرفة، وأصبحت الشعارات أكثر قيمة من الكلمات، وصور الجثث أكثر تبجيلاً من الجسد الإنساني الحقيقي.. هنا يأتي دور المسرح... ليعيد إلى الكلمات قوتها ومعناها، ليسترد الخطاب من السياسيين ويعيده إلى مكانه الصحيح، إلى ميدان الأفكار والنقاش، إلى فضاء الرؤية الاجتماعية.
 وفي مقطع مؤثر ومعبر جداً تقول: ... عندما يعود خطاب الكراهية ورهاب الأجانب وسيادة العرق الأبيض إلى التداول بهذه الخفة، بعد عقود من العمل الشاق والتضحيات بملايين البشر حول المعمورة في سبيل جعل هذه المفاهيم عاراً على جبين الإنسانية، عندما تطلق النّار على رؤوس الفتيان والفتيات القاصرين أو يسجنون (حضنهم الاستسلام للظلم والفصل العنصري، عندما تدار بعض الدول الكبرى في العالم الأول من قبل شخصيات غير متزنة تجسّد الاستبداد اليميني المتطرّف، عندما تلوح الحرب النووية في الأفق كلعبة افتراضية يلعبها صبية كبار في مواقع السلطة، عندما تصبح حرية التنقل رفاهية مقتصرة على كلمة قليلة من المحظيين، في حين أن البحر يبتلع المزيد من أجساد اللاجئين في محاولاتهم اليائسة لدخول حصون عالية من الأحلام الوهمية حيث يشيد المزيد من الجدران العازلة بتكاليف باهظة، أين يمكننا أن نسائل عالمنا، عندما تعرض معظم وسائل الإعلام للبيع، أين يمكننا أن نعيد التفكير في حالتنا الانسانية، ونتخيل نظاماً عالمياً جديداً، في غير حميمية المسرح، بشكل جماعي بالحب والتعاطف لكن أيضاً بمواجهة بنّاءة، بحنكة وبالمرونة والقوة معاً.
وتضيف «مايا» في كلمتها: «كوني من العالم العربي، أستطيع أن أتحدث عن الصعوبات التي يواجهها الفنانون في العمل، لكنني أنتمي إلى جيل من المسرحيين الذين يشعرون بالامتياز لأن الجدران التي نحتاج إلى هدمها هي جدران مرئية وواضحة. وهذا يدفعنا إلى تعلّم كيفية تحويل كل ما هو متاح ودفع كل أنواع التعاون والابتكار إلى أبعد حدود ممكنة، لقد مارسنا المسرح في كل فضاء ممكن، مشكلين جماهيرنا في كل مكان نذهب إليه، في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين، لقد استطعنا أن نبني كل شيء من الصفر في بيئتنا، لقد ابتكرنا سبيلاً للتخلص من الرقابة، في حين ما زلنا نجتاز الخطوط الحمراء ونتحدى المحظور».
ثم تصل إلى الاستنتاج: «وهكذا فإن لمجتمع المسرحيين هنا دوراً جماعياً يلعبونه اليوم أكثر من أي وقت مضى في مواجهة تلك الجدران المتزايدة الملموسة وغير الملموسة».
وتختتم كلمتها بالقول: بوضعنا صناع المسرح في هذا العالم، نحن لا نتبع أيديولوجية أو منظومة عقائدية واحدة، لكننا نحمل هذا الهم الأزلي المشترك في البحث عن الحقيقة بجميع اشكالها وهذه المساءلة المستمرة للوضع القائم، وهذا التحدي لأنظمة القمع السلطوية نحن كثر، نحن لا نهاب شيئاً، نحن هنا لنبقى.
لا شك انها مناسبة متميزة، وفرصة جيدة للبنان أن يحضر في خاطر هذه المرجعية الدولية.