بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 حزيران 2023 12:00ص مبدأ التكوين الفني في لوحات الفنان الأسباني ألفارو ريجا

حجم الخط
تعصف إيقاعات الألوان التي تختلط مع الأنماط والصور في لوحات الفنان الأسباني «ألفارو ريجا» (Álvaro Reja) مع موسيقى الخطوط التي تتضاعف أو تتكاثر إيحائيا بعيداً عن الكلاسيكية الإسبانية، وإن اختلطت بها بإحترافية تثير البصر، وفق الأسلوب اللوني الشفاف الذي يعجّ بالرؤى والأفكار، وأحيانا الحكايات الشعبية، بتوازن جمالي هو في حقيقة الأمر نخبوي في انعكاساته الشعبية، وإن بدا حداثيا رغم كلاسيكيته، إلّا أنه تنعكس فيه لغة الفن الإسباني الحديث والصاخب الذي يلعب دوراً بصرياً في تشكيل هويته الفنان «الفارو ريجا» الذي يقود الفكرة في اللوحة لتحاكي بمعانيها الحركية الألوان الخاصة التي يدمجها في كل لوحة، بخاصية ضوئية يتحكم بها جنباً إلى جنب مع الأشكال الفنية الأخرى ذات التأثير النفسي على المتلقي، فيتولد عنها قيمة فنية تشكيلية هي ترجمة للأحاسيس والمشاعر التي تنبثق من القيم الموسيقية أثناء الرسم، لنشعر وكأن الحركة في الألوان هي حكايا مختلفة تخلق نوعا من الدهشة التي تنطوي على عدة تعبيرات متنوعة تنمُّ عن فهم لثقافة عاشها الفارو في الأحياء الصاخبة، والأشخاص الذي يحملون في أنفسهم الفرح والرقص، والعيش ضمن تصورات مليئة بالجمال والإيقاع، والأشكال الشاعرية التي سمحت له بتقديم ألوانه، كمقاطع متغيّرة أو متلوّنة مع الأشكال التقليدية الأخرى، لتعزيز الإحساس بالانتماء الى البيئة التي يعشقها، ويعيش فيها ضمن مساحة لوحة يترجم فيها الفن الذي ينتمي لمسقط رأسه بلانسيا، مما يعكس روحية جمالية منبتها قوة التخيّل عند الإنسان الذي ينتمي للأحياء الأكثر صخبا في الحياة. فهل نتأثر بالإيقاعات اللونية من حولنا، فتولد منها التعابير الغنية بنوتات ذات صبغة تشكيلية إسبانية تفرّد بها الفارو ريجا؟ أم هي تعبير عن طبقات اجتماعية تظهر من خلالها قيمة الألوان الغنية بالتنوّع؟
يميل الفنان الأسباني «الفارو ريجا» لخلق تشكيل لايقاعات بصرية ذات مستوى فني يشير من خلاله إلى منهجية تشكيلية خاصة به تسمح بالاستدلال في تحقيق نظرة شعبية ذات سياقات حركية تنفتح أبعادها على تحديات تشكّل جزءاً من التكوين الموسيقي الداخلي، الغني بنبض إيقاعي في الألوان والأشكال، بين ما هو منتظم ومتجانس وغير ذلك، ليؤسس من خلال ذلك لتناقضات اشتقاقية عن إيحاءات تكشف عن البنية الشعبية الأساسية التي ولدت منها كل هذه المشاعر التي أوجدت التصورات أو التخيّلات التي تتحرر وتندمج مع الرؤى المختلفة، لتغذّي اللوحة وتجعلها تتناسب مع الجوهر الفني المرتبط تلقائيا بالحركة، وما يتشعب عنها من تركيبات تتحرر فيها المقاطع المتداخلة مع بعضها، وكأنه يدمج ما هو كلاسيكي مع الحديث أو مع تعزيز الخطوط الشفافة أو الرقيقة أو تلك التي تشبه خيوط الضوء التي تنساب برومانسية شاعرية مصدرها نغمات الألوان الحارة أكثر من الباردة، وإن بدت في معانيها متساوية، إلّا انها تتنافر وتتناغم تبعا لموسيقاها الداخلية التي تنمّ عن حيوية نابعة من التأثر بمسقط رأسه بشكل أقوى من المؤثرات الأخرى، كالفرح والحزن والأمل، والإنفتاح والتحرر، وكسر كل رتابة قد تؤدي إلى الحزن. لهذا يشعر المتلقي بمعنى الحكايات التي مصدرها كل هذه الأحاسيس الشعبية النابعة من اختلاط الألوان وموسيقاها الإيجابية بصرياً. فهل كل ما هو شاعري في الفن التشكيلي مرتبط بالحركة وقيمتها الموسيقية؟ أم ان نغمة الألوان تشكّل ثقافة فنية غنية بجوهر الحياة الخاصة التي تتمثل بالشخوص أو حتى بالمقاطع التشكيلية المنفردة والجماعية؟ وهل يمكن تناوب ضربات الريشة بين القوة والضعف لوضع معيار مبدأ التكوين الفني في لوحات ألفارو ريجا؟