بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيلول 2021 12:00ص محكمة التاريخ

حجم الخط
قد يتمكنون من الإفلات من محاكم أيامهم خصوصاً إذا كانت على مقاسهم ومن صنع أيديهم التي تحسن التحايل وعقد الصفقات مع الشيطان وأزلامه.

قد يرحلون وهم يحملون بيرق البراءة الزائفة ورائحة بخور الأطناب العابق حولهم وسط ضجيج التصفيق الخلّبي.

قد يحدث هذا..

ولكن هناك محكمة دنيوية لا تصل أحابيل خداعهم إلى أمام أسوارها هي محكمة التاريخ التي لا ترحم وسوف تعلّم الأجيال المقبلة ان هذا الوطن تمّ التسلط على مقدراته ومستقبل شعبه في فترة ما من قبل حفنة من بشر باعوا الضمير واشتروا متاع الدنيا الذي سيحشر ذات يوم في حلوقهم.

شعب جريمته انه يسعى لتحصيل رزقه ورزق عياله فامتصوا دمه وأغلقوا أمامه سبل العيش الكريم وتركوه تائهاً أضاع الجهات الأربع بعد أن أكله الهم والغم.

هو بعينه ذات الشعب الذي وصفوه يوماً بالعظيم!!..

ووفق مصالحهم كان إكرام هذا العظيم بإذلاله على مدار الساعة وهم في كيدهم يعمهون.

التاريخ يحفل بأسماء دمغها بدمغة الحكم عليها واللائحة طويلة على رأسها نيرون الذي أحرق روما.

والسؤال الآن ألا يكون الإحراق إلّا بالنار؟!

أليس الإذلال حرقاً للكرامة؟..

أليس الإفقار حرقاً للنفوس؟..

أليس الخوف من الغد إحراقاً للامل؟..

تبقى المحكمة الأهم والذين سيقفون في قفص اتهامها، محكمة الديّان يوم تشخص الأبصار..

تلك هي جهنم التي عنها يتكلمون.