بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2019 12:01ص «مرسيل خليفة» غنّى في كل لبنان.. ولم يبقَ إلا مزارع شبعا

«جزين» بايعته حين ردَّد الجمهور حرفياً كامل «الريبرتوار»..

«مرسيل» في جزين «مرسيل» في جزين
حجم الخط
أغنياته كانت تصل، وتحظى بإهمام وتقدير.. والشباب خصوصاً ردّدوا كلماتها ودندنوا أنغامها ككل الجمهور المتذوّق في كافة أرجاء لبنان، متخطّين حواجز الأحزاب والمذهبيات الضيقة والسياسات السطحية وحين الإمتحان يكرّم الفنان مرسيل خليفة ولا أحد يسأل عن كل الموانع المصطنعة التي منعت حيناً وأخّرت أحياناً لقاءاته المباشرة مع الجماهير في كل مكان من هذه الأرض.
غنّى في جزين التي كان إختار رفيقة دربه (السيدة يولا) منها، وها هي المنطقة الجميلة تختاره لحفلة في مهرجانها السنوي الأول، وعندما صفق الحاضرون بقوّة لنجله «جن البيانو» رامي وهو يداعب مفاتيح البيانو من المقدمة، ومن الخلف حيث وصلات المفاتيح بادرهم «مرسيل»: «رضعان حليب جزيني»، وبينما كان يرحّب بكل الحضور الوافد من كل الجنوب أشار الفنان المتميّز إلى أن صديقه ورفيق العديد من أغنياته الشاعر الراحل محمود درويش، عاش مع ذويه عاماً كاملاً في جزين حين وفد إليها من الأراضي المحتلة وهو قال فيها شعراً جميلاً. ولم ينسَ تحية الشاعر الرائع طلال حيدر، والشاعر إبن بلدة الخيام محمد العبدالله، وغنّى كلمات جاذبة لكليهما.
الحفلة كانت عامرة، لا مقاعد خالية، التفاعل مع الموسيقى والأغاني في أوّجه، وما إن تنطلق أولى النغمات من أي أغنية حتى تعلو الأصوات بكلمات الأغنية التي أفسح «مرسيل» للجمهور المجال للغناء بأصواتهم مع دندنات عوده التي كلما تردد صداها في الأرجاء جاء رجع الصدى أصواتاً متعددة من الخشبة والصالة الرحبة وحتى من الفضاء المحيط بنا بأكثر موجات البرد التي عرفناها من مهرجانات صيف هذا العام في بعلبك، بيت الدين، بيبلوس، وجزين.
(قومي إطلعي عالبال، في البال أغنية يا أخت عن بلدي، بين ريتا وعيوني بندقية، آخر الليل، إتركي أهلك وأرضك، منتصب القامة أمشي، معزوفة تانغو لعيون حبيبتي، موسيقى جنائزية لبيروت – عزفها الرائع رامي على البيانو، ركوة عرب، أحن إلى خبز أمي) هذا مناخ الحفل الذي واكبه فيه 9 عازفين وقف معهم جميعاً لتحية الحضوربأفضل آيات الشكر والتقدير والإمتنان على التفاعل الرائع مع ما قُدّم لهم من مادة موسيقية غنائية متنوّعة ما بين الأرض، والحب والإنسان.
المكان رحب، شاسع، هادئ، وبعض وجوه التنظيم في مهرجانات بيت الدين إستقبلتنا في جزين تماماً كحضور الباصات إياها لكي تقوم بمهمة نقل الحضور من وإلى سياراتهم التي ركنوها في مساحة شاسعة من الأرض غصّت بمئات العربات الوافدة من كل مكان في لبنان، وعلى عادة المهرجانات هناك حيّز كافٍ للأطعمة (المناقيش خصوصاً وأنواع السندويشات تتقدّمهاالشاورما وأصناف المبرّدات والمرطبات) التي يسمح لها سادة المهرجانات عادة بساعة إضافية لتلبية طلبات الوافدين خصوصاً من أماكن بعيدة.
هذا المناخ يتبدّل بعد بلوغ المقاعد في الصالة الكبيرة، ثم يكون الجنون مع إستقبال مرسيل وفرقته، وبهدوء تام يبدأ لتتأرجح الأجواء بعدها من صعود إلى صعود، ودائماً مع العنصر النسائي الراجح في كل الحفلات التي واكبناها هذا الصيف، فهل قلّ عدد الرجال عموماً قياساً على عدد النساء أم أن الجنس اللطيف هو المحفّز لكل الرجال على حضور الحفلات هنا وهناك وهنالك. لتسود حالة من الإنسجام الكامل، مناخ عام من الإستلاب، حالة مرسيل خليفة حاضرة بقوة، الإنتباه كامل، والكل يحفظون الإيقاعات وكلمات الأغاني عن ظهر قلب، وإبتسامة رضى وفرح على وجه الفنان المتميّز كلما قبض الحضور على الأغنية التي باشر للتو بمطلعها الموسيقي، والحال ظلت كذلك لأكثر من ساعتين رائعتين.