بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيلول 2022 12:00ص مصارعة

حجم الخط
تحوّل الوطن إلى حلبة مصارعة تتسع لكل المقيمين على أرضه..
مصارعة على أنواع..
فجماعة السلطة اختاروا الملاكمة والكباش وعض الأصابع ليصرخ من تألّم أولاً فينتصر بالآخر..
وفي غمرة هذا التصارع ومن شدّة الحماس والرغبة في كسر شوكة الطرف الآخر، نسي الجميع انهم مسؤولون عن شعب بشيبه وشبابه، شعب غير معني بما يدور على حلبتهم ولا يعنيه حتى لا منتصر ولا منهزم..
شعب يخوض مصارعة من نوع آخر..
مصارعة وكفاح في سبيل القوت واستمرار العيش الذي جعله أهل الـ(فوق) ليس على صعوبة فقط بل ربما إلى حدّ الاستحالة..
والمشكلة ان هذه المصارعة لا تبدو لها جولات محددة وتعلن النتيجة. بل هي مفتوحة على مدى لا حدود له وامتدت خيوطه لتشمل المنطقة والعالم.
أما المصارع في سبيل القوت فله الله يصل الليل بالنهار في محاولة للوصول إلى الكفاية ويجد نفسه بعيداً عنها بُعده عن المتصارعين فوق.
الغريب ان حفلات المصارعة تتم عادة بوجود حكم ينظم أصولها ويعلن الفائز والخاسر.
لكن عندنا لا حكم ولا ما يحزنون..
الحبل مرخي على المغارب ولمن يرغب في دخول الحلبة..
ويستغربون كيف يلف اللون الرمادي كل الوطن..
الخوف من الغد يولد لابس فقط اللون الرمادي بل حتى الأسود الحالك..