بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آذار 2019 11:58م معرض الفنان المصري أحمد الجنايني شاعرية الألوان ومحوريتها...

حجم الخط
يُفسح الفنان «أحمد الجنايني» (Ahmed Elganainy) المجال للعب بالضوء واللون، ليستخرج منهما الأحلام  التي تعطي الاولية للذاكرة الذاتية، وبعاطفة قوية يُمجدها بتفاصيل الدمج او الطمس او الايحاء، وبشكل بصري مدوي يستند في بعض منه على خطوط اللون والكثافة الحركية لتضاد الالوان وتنافرها، ان بالتوهج او الخفوت. وما بين التشبّع والتلاشي يبرز الواقع كحلم تعبيري مشحون  بجمالية تؤثر على التحليل البصري الذي تسوده فراغات تتقطع هارمونيا، وفق نغمة كل لون وذبذباته. ان من حيث المعايير او من حيث الصعود مع خطوط عمودية للفرشاة المغمسة بالتجريد والتعبير، وفق نغمات ايحاءات الذاكرة ومستوياتها في ترجمة الحركة بين الالوان وتلاشيها، وبين الطول والعرض والاحجام الكبيرة والصغيرة ومتناقضاتها مع الضوء، بتأثيرات مفاهيم التضاد البصري ايضا. لتتشكل الاحلام بنغمية بصرية ووترية شاعرية في بعض منها تاركا بعض الخطوط الدقيقة كالشعيرات الضوئية تتجاوز الأزمنة حيث المكان في الحلم هو اللون وانسجامه مع تفاصيل الذاكرة والامتلاء التجاذبي للشكل ضمن حركة فرشاة تتناقض وتتوحد مع الشاعرية التجريدية التعبيرية المعاكسة لطمس الواقع واستخراجه من مادة فنية تشكيلية هي اللون وقدرته على تشكيل الحلم العالق في الذاكرة. فهل يحرص الفنان «احمد الجنايني» على تفسير الرؤيا بتجاوزات حدود الالوان؟ 
تترتبط ديناميكيات الالوان في اعمال الفنان «احمد الجنايني» بقدرة اللون على التمدد والتضاد والتداخل والتنافر بين الحسي والمادي،  والانسجام مع الضوء  بمفارقات يوظفها لتحليل شاعرية الالوان ومحوريتها البيولوجية المحاكية بصريا لخيالات الإنسان والتفاعل الحسي مع ما تنتجه الريشة، بعفوية مع الحفاظ على المقاييس والمعايير،  والانصياع للاحجام والاشكال المتخذة من الطول والشكل المستطيلي توازنات هي بروتوكول «احمد الجنايني»  ومقاييسه الخاصة في اسلوبه المتجاوز للرؤى التأويلية التي تفرض تفاصيل ذاكرته على اللون.  ليترجمها كما يشاء،  وانما ضمن المساحة التي يحددها له كرديف للمعاني الفنية الحسية والمادية،  كالسكون والضجيج والصمت والنغمة،  والامتلاء والفراغ والتداخل والتنافر، ليهتدي المتأمل للوحاته الى حلمه الخاص المتكون من تفاعلات كل هذا في لوحة تعتمد على موسيقى اللون وابعاده، وخلاياه المترعة بالقدرة على التمازج مع ما توحيه النفس الإنسانية المرتبطة بالطفولة وذاكرتها. فهل تستقيم خطوط اللون العامودية والافقية في اعمال الفنان «احمد الجنايني»  أم هي مستطيلات لصندوق الذاكرة الذي يفتحه على عدة مفاهيم منها التناقضات واشكال الحلم الأخرى.
تناغم بصري لوني لا يتعارض مع ايحاءات التناسق الهندسي بين مفاهيم الاشكال، وان بطمسه كليا بالالوان، ليبدو تجريديا تعبيريا لواقع هو منه دون ان يغفل عن امرأة او سمكة بسريالية يبسطها بعفوية هي حقل احلامه او ذاكرته التي جعلته يتمسك بذاتيته، ضمن موضوعية ريشته التشكيلية، وكأنه هو وريشته في ثنائيات التعارض والتوافق بين القسوة والرقة، والنظام والفوضى في آفاق مساحة اللوحة الرحبة التي تتسع لمقامات الالوان حيث يهيم البصر مع الاصوات اللونية الطويلة والقصيرة، والعازفة على نشوة الحس الشاعرية،  بتداخل تذوفي بين الرسم والنقد والانصياع لاكاديمية التشكيل وسلالمه المختلفة في استخراج التضاد (الكونتراست) من كل شىء حتى الطول والعرض في الخطوط اللونية وشعيراتها الدقيقة التي يتركها كبصمته الخاصة في لوحات جناينية، لا تخلو من الوان مشبعة بالضوء تتضافر معها الاشجان والفرح المتقاطع مع الشحوب اللوني احيانا في جزئيات الحزن المخفي والتأمل والشرود والامنيات للعودة الى طفولة استقرت في لوحاته التي تجسد الكون والطبيعة والإنسان بكل مزاجيته التعبيرية والتجريدية، وحتى السريالية في جزء من بعض رؤاه.     
معرض الفنان المصري «احمد الجنايني» بالاشتراك مع الفنان التشكيلي السوري «صالح الهجر» والفنان التشكيلي اللبناني «عبد الناصر ياسين» في بيت الفن ميناء طرابلس.

dohamol@hotmail.com