بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2018 12:03ص معرض الفنان انطوان مطر الانصهار الحسي بين الانسان واهمية المكان

حجم الخط
يقيم الفنان «أنطوان مطر» (Antoine Matar)  حوارا بصريا بحثا عن الانصهار الحسي بين الانسان واهمية المكان والاشكال الجيومترية،  المنبثقة عن المساحات والمسارات والخطوات الهندسية التي تثير الحدس التصويري المهيمن على اتجاهات الفكرالمؤثر فلسفيا على المكان الذي يجعل منه الفنان «انطوان مطر» جدلية وجودية تشترك مع الانسان الذي يندمج مع خاماتها المادية، والاثر الفني من تداخل يتجاوز الملموس ويوجه نظراتنا نحو شفافية الالوان وكثافة الخطوط ، واندماجها مع الكل بنغمات بصرية ايقاعية. لابراز علاقة البصر مع جمالية المكان الذي يؤرخ لفترة وجود معمارية تتخذ من الامكنة والطبيعة فترة زمنية لها، تنطوي على ازدواجية،   لكن ما هو المكان وما مدى ارتباطنا به جماليا وفنيا وحتى عبر ذاكرة اللوحة التي يرسمها الفنان «انطوان مطر»؟. 
يفتح الفنان «انطوان مطر» الرؤى الفنية على الامكنة واهميتها في توالد الافكار، وحساسيات واقع الخطوط الدقيقة منها وتأقلمها مع الالوان المائية  وشفافيتها. لتحسين التحرر من قساوة وطراوة في التصميم واللون، وادوات التعبير الاخرى للتنفس البصري بايجابية الحوارات التي يقيمها بين اللوحة والمتلقي. تاركا لبساطة المتعة الفنية ترجمة جمالية تهدف للسيطرة على توحيد الواقع المختلف لما نراه، وقد يتخذ من التفاعلات بين الوحدات والعناصر اسلوبا تختلط فيه طبيعة الصلة في اعتماد المكان، كجسر يخلق صلات مع الحواس المشتركة، واعطاء اللوحة بعدا فنيا يجمع بين المكان وروحية اللون والانسان، ضمن طبيعة الوجود او المكان الذي يحتل وجدان الرسام، ويتعلق به للمساهمة بخلق جاذبية خاصة لاماكن تتناولها اللوحة، وتجعل منها موضوعات حوارية تهدف الى انشاء مسافات بين المتلقي واللوحة، وقدرتها على ترجمة جمالية المكان او المشهد  بمرونة  وحساسية تجاه الخط واللون والفراغات، والابعاد وكل ما من شأنه أن يضفي على اللوحة جمالية عنوانها الخط بين الشكل واللون واهمية الرؤية الفنية في خلق الحوارات البصرية والثراء التشكيلي.
يبقى السؤال الاهم في اعمال الفنان «انطوان مطر» ما هي اهمية الحوار البصري في الاعمال الفنية؟. اذ تشجعنا لوحاته على البحث لتجاوز الفكرة واكتشاف التفاصيل التي تصنع منها الاشياء الفنية او الهندسية او المعمارية التي تتجسد في امكنة متعددة ومختلفة من حيث طبيعتها.  وهذا ضمن حالة معينة يلتقطها الفنان لخلق احتكاكات مشتركة بينه وبين ما يرسمه بوجدانية، وعقلانية هي نوع من التبادلات الفكرية التي يواجهها البصر بتفاعل ايجابي يهدف الى ايصال بنية الحوار في اللوحة الى الحواس، وبتدفق الخطوط وانواعها من مائل او افقي او عامودي او متعرج وغير ذلك. مما له القدرة على التوليف البصري المرتبط بالذهن. لاحداث تغيرات متناقضة تجعل المتلقي يتساءل ما هذا المكان وما اهمية الخطوط فيه؟ 
نهج فني بصري حواري يقدمه الفنان «انطوان مطر» في اعماله التشكيلية المفتوحة بصريا على التكامل كأشياء فنية لها قيمتها المكانية في الحس الوجودي وارتباطه بمحيطه او كنهج يثير التفاعل مع المساحات التي يختزلها او تلك التي يمدها بالابعاد الضوئية والتفاصيل الداخلية المخفية نوعا ما، وهي التي تجسد الحوارات البصرية المبطنة التي يجعلها قادرة على خلق لغة فنية غامضة نوعا ما وان ضمن استمراريتها في تجسيد بنية اللوحة ذات المفاهيم التشكيلية المحسوبة بدقة، من خلال النقاط التي يبدأ منها وتترجم بفعالية حركة الريشة او القلم او معنى اللون او حتى اعوجاح الخط الدقيق او المتعرج في مساراته. ليكون بصمة تشكيلية لها عناوينها الزمنية تبعا لماهية المكان او اسمه، وما يحتويه حتى كأنه من الاثار التي يطل عليها الفن التشكيلي المعاصر كلاسيكيا.  
أعمال الفنان «أنطوان مطر» (Antoine Matar) في صالة «غاليري Exode».