بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 شباط 2020 12:02ص معرض الفنان جميل ملاعب رؤية فنيّة بمنظور فسيولوجي

من المعرض من المعرض
حجم الخط
ينعكس ثراء الألوان في أعمال الفنان «جميل ملاعب» (Jamil Maleeb) في الحبكة اللونية القادرة على خلق التلاحم في الفراغات التي تستند على المعاني، وتداخلات الرؤية الفنية ذات المنظور الفسيولوجي الذي يشكّل راحة بصرية، مما يؤثر على المتأمّل للوحاته وتخيّلاتها التي تهدف الى تغيير الواقع من خلال تنظيم فضاءات اللوحة لونيا والأكثر فلسفية من إظهار الخطوط معتمداً على جوهرية الفضاءات المتخيّلة في أعماله، المؤكدة على أهمية الطبيعة في كل شيء من حولنا حتى المتخيّل منها، كجزء من واقع لا يمكن تغييره، وإنما يمكن عكس حقيقة رؤياه وفهمه من خلال فضاءات معينة يحصرها في لوحة لا متناهية متحررا من الزوايا، وان بشكل جزئي أو بمعنى آخر حبكة اللون الأبيض تحديداً الذي يتركه كالحلم في الواقع المتلوّن، والمتغيّر مع التفاصيل الأخرى الأكثر صعوبة، والمتأرجحة بين المنظور والرمز والرؤية، والتعبيرات الحكائية ساعيا بذلك وراء الهياكل الداخلية لمعاني رسوماته المهيمنة على الفضاءات ومبادئ التوافق الأكثر انسجاما مع مفهوم الحبكة اللونية الشبيهة بالحبكة القصصية، والسرد المرتبط بالقدرة على انتاج الألوان وتدرّجاتها، ضمن الواقع والمتخيّل، إذ يجعل المتأمل يشارك معه في بناء ما هو متخيّل، كجزء من اللوحة يشارك في معانيها ويتخيّل الواقع المنبثق منها مع الاحتفاظ برؤية المتغيّرات المتعلقة بمكنون التفاصيل والفراغات، والمساحات الأخرى التي تشكّل كل منها رسومات غير مرئية، وإنما متخيّلة ناتجة عن فسيولوجية التأثيرات الأخرى التي يفرضها «جميل ملاعب» في البنية الأساسية التي تتشكّل منها الفكرة دون أن تنغلق على ذاتها، بل يتحرّر مع الألوان، وان التزم بحبكتها المتينة بمعزل عن العلاقات الفنية التشكيلية المعزّزة برؤيته الخاصة في الفن.

تؤثر رؤية الفنان «جميل ملاعب» على المكنونات المختلفة التي ينتج من خلالها رسوماته أو حبكته اللونية الخاصة بالسرد البصري، وخصائص معطياته المؤثرة على السمات أو البصمة الزمنية، مؤكدا على أهمية شخوصه، بمعنى آخر أهمية ما يرسمه في اللوحة ضمن الايقاعات التي ترتكز أحيانا على التكرار المتشابه بسيمترية مدروسة جدا، ومنظمة تنظيما متحرّكا يوحي بالحقبات المتشابهة التي تكرر نفسها، وان ضمن المعاني المختلفة في الحياة واشراقتها الزاهية مع الألوان الباردة والهادئة، وما يمنحه اللون الأبيض من استراتيجية ديناميكية في التوزيع البصري أو التقاطع المتخيّل، وبمهارات ريشة تسلّط الضوء على الفكرة أو الشخصية المرسومة ضمن المسار الفني بمفرداته البصرية والملموسة من خلال التلاعب بالغوامق والفواتح، وبشكل متزايد في اللون نفسه وخيارات الأسلوب المتعدد في الرسم بمعنى الخروج من المحدود الى اللامحدود، ضمن المساحة الخاصة بالشكل وذاتية اللون، مما يعزّز القدرة على فتح الفضاءات المحبوكة لتحليلات متنوّعة من قبل المتلقّي. فهل تستطيع ريشة ملاعب أن تسرد بشكل قصصي وتقدّم حبكة لونية غنية بالمعاني الحياتية أو الواقعية المتخيّلة برمزيات وجماليات تنبض بمعطيات الفن التشكيلي وأسسه؟

يؤسّس الفنان «جميل ملاعب» من خلال ريشته التشكيلية لسرديات لونية تشكّل منهجا في الفن التشكيلي القادر على خلق حكايات أو قصص بصرية ذات نسق وجودية وفكرية، بخصائص واقعية، وان كانت تميل الى المتخيّل الذي يثري الحقول المعرفية عند المتلقّي وقدرته على المشاركة في فك الرموز، وقراءة الحكاية وفهم المغزى دون الحاجة الى البقاء أمام النموذج التصويري الثابت في رؤيته بل يمدّ ملاعب الألوان في الفضاءات بأريحية ترتكز على أسس العلاقات بين الألوان، كما الكائنات أو المخلوقات في الطبيعة أو الإنسان في الحياة. فهل ميكانيكية العلاقات بين الألوان حين تشتدّ في أعمال «جميل ملاعب» تمثل حبكة قوية في السرد البصري تشكيلياً؟

أعمال الفنان «جميل ملاعب» (Jamil Maleeb) في «آرت سكوب» (Artscope).