بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2017 12:07ص معرض الفنان عبد الحليم حمود الاوهام البصرية والمفهوم النفسي

حجم الخط
يستكشف الفنان «عبدالحليم حمود»  الجنون الانساني  او قضايا الوهم والخوف والتدليس والشك عبر فن كريكاتوري يتصل بالمرافق الحياتية التي يصورها من زوايا هشة تضع الانتهاكات العشوائية لحقوق الانسان في لوحة مصقولة بالوهم الممتزج مع الحقائق بتقنية سريالية قائمة على الاوهام البصرية والابعاد السيكولوجية للوحدة الصورية،  والمفهوم النفسي لاشكال  تتصدر فن التلاعب بالذات، وبجنون العظمة الذي يستدعي الصور المتعددة من بواطن النفس. ويخلع عليها حالة سريالية تستهدف السيطرة على الشكل وتكوينه تبعا للحالة النفسية تترجم الاحاسيس والمشاعر التي تتوخى اظهار مكنونها بوضوح،  تاركا للتركيب الغريب وللمتناقضات والمفاهيم التي تتخذ صفة الجنون او الوهم النفسي في التشكيل البصري المتعدد الوجوه اشارتها  الملغزة.  لتكون لوحات «عبد الحليم حمود»  هي محاكاة لازمات داخلية تنعكس على الخارج الذي لا يدرك قيمة الروابط العقلانية في تفسير الظواهر الخارجية من احداث مختلفة، فتصورات الحدس تدمج الشكل بازدواجية لا يمكن تفسير الصورة الناتجة عن ذلك. الا من خلال النفس الاخرى، وبهذا تكون البارانويا الفنية هي حالة جنون لاعقلانية لحالة اخرى منطقية تتجزأ تلقائبا داخل الفنان اما ساخراً وما ثائرا، واما باستهزاء ناتج عن جنون العظمة التي تصيب الريشة القادرة على خلق غرائب مثيرة  تهدف الى تحقيق الرضى البصري،  وتدمير الواقع لخلق اسنكارات يصعب فهمها، وان استمدت من اللون والخط والشكل لغة تشكيلية تعتمد عليها في بناء اللوحة.  
لوحات تخيلية غرائبية لتحفيز المعايير الاجتماعية على ايجاد الصورة المناسبة، لاتها تمثل الهروب النفسي من الحقائق لانعكاس انضباطي، واخرخارجي  يتحكم بشكل جدي بسلوك  يتمثل بالمساحة المحيطة التي يتركها للتلاعب البصري، والفراغات المحاكية للذات او لربط العلاقات الوهمية المغمسة بالاساطير احيانا او بالرموز النفسية المتأرجحة بين المعقول واللامعقول  التي تقود الى عدة تفسيرات يتيه معها الحس الوجداني،  وتعصف بالذهني لتوليد التفسيرات الايجابية والسلبية، ومهما امتزجت التناقضات في لوحاته الا انها مليئة بالانتفاضة على الواقع الذي يخفيه بحالة الجنون السريالية وفق وجهات نظر مختلفة انبعثت من مفارقات محسوسة ورؤية انتقادية اجتماعية سياسية الخ... 
تتذبذب الاساليب الفنية في اعمال الفنان «عبد الحليم حمود». اذ يتخذ الاسلوب الكاريكاتوري نوعا جماليا مختلفا، وان احتفى بهذا المعرض باللغة التشكيلية وعالم اللون وكثافته ووهج الالوان وسطوعها واشراقها. الا ان الفن النقدي والساخر حافظ على الموضوعية وان اخرج موضوعاته تحت مسمى بارانويا. الا انه دياليكتيكي في تطلعاته الفنية المصحوبة بتمرد يمتزج مع الجنون الداخلي المنضبط والمحافظ على رسالة يحتفظ فيها بمضمون يعكس قيمة الصورة السريالية التي تتفجر وفق تخيلات  تجذب المتلقي نحوها محاولا تفسيرها،   لانها تواكب ما يدور في محيطه او ما يدور في يوميات الحياة من اخبار يتمنى لو كانت مفارقة للواقع،  وهي ما تثري خيال الفنان «عبد الحليم حمود» وتدفعه نحو بارانويا خلاقة تضفي على المشاعر  الاطر المؤثرة بالمعنى والمضمون الذي استبطنه وجعل منه هلوسات لرموز حية. ليقف المتلقي حائراً ومنجذبا لمفردات جنونية مصبوغة  بالانفعالات النفسية والواقع المطلق الذي يرصد الخصائص الغريبة ويرسمها بسريالية للكشف عن ماهيتها تحت مسمى حالة جنونية. 
معرض بارانويا للفنان «عبدالحليم حمود» في مركز حواس.