بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2019 12:00ص معرض الفنان مروان شمعة: النيو - بوب ومتغيرات الواقع المعيشي من حولنا

حجم الخط
يحاول الفنان «مروان شمعة»  (Marwan Chamaa) في لوحاته ان ينتج من الصورة السريعة في فن البوب الجديد آلاف الالوان المتناقضة مع بعضها ومع الأشكال التعبيرية المختلفة في رؤية قصصية غالبا، وبتضاد يثير البصر لقوة الحركة التي يتميز بها هذا الفن المتجدد مع تجدد الحياة اليومية،  وبشعبية المواقف والأفكار، وسرعة الإيقاعات الناتجة عن التمثيل اللوني او الحركي عند فناني البوب الجدد، وثورية رسوماتهم التي تضج بحكايا الشارع، والانطلاق نحو التصوير والتعبير وبأساليب تمثل ايقاع الحياة وسرعتها المعاصرة،  بمهارة هزلية ذات جماليات نابعة من الاحساس الفني  والسخرية من المواقف بمشهد أو وجه أو شارع أو حديقة وما الى ذلك.  مما يمكن أن يستخرج منه الفنان ما يستوحيه، ويترجمه وفق اسلوب فن البوب الجديد المتوائم مع  السرعه البصرية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي ساعدت في ولادة هذا البوب ارت الجديد الذي يتصف بإعادة قراءة المواقف الحركية بفن يحيط بالخيال،  وحقيقة الهوة البشريةوفق تصويرات ورسومات الحركة في النيو- بوب ومتغيرات  الواقع المعيشي من حولنا. او بالأحرى النيو - بوب والفن الشعبي التشكيلي  المتميز بصوره الإستهلاكية السريعة  فنيا، وبهيمنة تزدحم فيها الكثير من التفاصيل الجريئة والألوان الصاخبة، كأنها أضواء لونية ترتق الهوة بين أجيال واجيال أخرى أو بمعنى آخر تصنع جسراً حيويا يساعد على تضييق المسافات العصرية من خلال  الألوان الزاهية والقوية التي تعكس قوة المعاني في أشهر الصور. ان لفنانين او لاعلانات او لقصص وحكايا او لرؤية يترجمها الموقف المتمثل في ذاكرة او متخيلة او حتى شرائط مصورة، كرسوم متحركة، وهي تعتبر ردات فعل من واقع شعبي يتجسد في النيو- بوب او التعبيرية التجريدية المختنقة  بغموضها ومجازيتها، وحتى سرياليتها وتجاوزاتها عن كافة الاساليب الاخرى المتجددة بطرق مختلفة في هذا النوع من الفن الذي اشتهر به الكثير من الفنانين قي العالم. 
يستمد الفنان «مروان شمعة» خصائص رسوماته من فلسفة شعبية ذات أهداف جمالية تستقطب بمعانيها عدة سمات فنية يكثفها بالخطوط والالوان لقصص من وحي الواقع المبالغ فيه او الهزلي،  والزركشة والأضواء والسطوع،  وبعشوائية تثير الكثير من التساؤلات في أسلوب هذا الفن الذي يتسارع في التطور والتجدد في ايقاعاته،  وترجمته النقدية المبطنة بسخرية وهزلية تتشكل من التقاط التعابير القوية، وتحويلها الى حركة بصرية تصويرية ذات صلة شعبية وجماهيرية في تطلعاتها نحو التجدد او الانتفاضة على القديم او على ما هو مستهلك،  وبجاذبية تشبه الى حد ما الثورة على الانماط القديمة في الفن او الخروج عن المعايير التشكيلية الثابتة، لتُستبدل بثقافة تشكيلية شعبية منحوها اسم النيو- بوب  كابتكار عصري يهز البصر بكائناته الغرائبية او المنفصلة عن واقع خرجت منه،  وبإداء ايقاعي بصري سريع بتردداته وموجاته اللونية العالية، التي تعزز معنى هذا الفن من خلال الذبذبات بين قوة الضوء والظل. لينعكس الواقع المعاصر في لوحات ذات تقنيات تشكل نوعا من الهزات الفنية القابلة للانتقاد، وان طرحت في ثناياها قضايا مهمة. إلا انها تشبه فن تكثيف الصورة او منحها فنيا تفاصيل اخرى وفق الابعاد الشعبية التي خرجت منها الفكرة الموشومة بما يسمى النيو- بوب او الايقاع السريع المتجدد في الشكل واللون، وقبل كل ذلك بالمضمون.  فهل تحمل لوحات الفنان «مروان شمعة» رؤية شعبية لبنانية او عربية في طياتها أم هي تجسيد لثقافة  فنية غربية تتصل عربيا بقضايا سرعة العصر الاستهلاكي ومشاكله الروتينية في الفن؟ 
أعمال الفنان «مروان شمعة»  (Marwan Chamaa) في (Mark Hachem Gallery) غاليري مارك هاشم.